اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 180
الباب الثامن: من وسائل التربية التربية بالقدوة
...
من وسائل التربية:
في الفصول السابقة لمسنا تلك الدقة العجيبة في العناية بكل وتر من أوتار النفس البشرية، وكل جانب، وكل اتجاه. ومع ذلك فالإسلام لم يستنفد بعد كل وسائل التربية، وما زال في جعبته مزيد!
إنه يربي بالقدوة، ويربي بالموعظة، ويربي بالعقوبة، ويربي بالقصة، ويربي بالعادة، ويربي بالأحداث.
كل لون من هذه الألوان ينفذ إلى النفس من أحد منافذها، ويلعب على بعض أوتارها. حتى يغادر الإنسان في النهاية ولم يبق منفذ واحد لم ينفذ إليه، ولا وتر واحد لم يوقع عليه، ولا جانب ولا اتجاه. التربية بالقدوة:
القدوة في التربية هي أفعل الوسائل جميعًا وأقر بها إلى النجاح.
من السهل "تأليف" كتاب في التربية! ومن السهل تخيل منهج، وإن كان في حاجة إلى إحاطة وبراعة وشمول. ولكن هذا المنهج يظل حبرًا على ورق ... يظل معلقًا في الفضاء ... ما لم يتحول إلى حقيقة واقعة تتحرك في واقع الأرض ... ما لم يتحول إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره وأفكاره مبادئ المنهج ومعانيه. عندئذ فقط يتحول المنهج إلى حقيقة، يتحول إلى حركة، يتحول إلى تاريخ.
ولقد علم الله سبحانه -وهو يضع ذلك المنهج العلوي المعجز- أنه لا بد من ذلك البشر. لا بد من قبلب إنسان يحمل المنهج ويحوله إلى حقيقة، لكي يعرف الناس أنه حق. ثم يتبعوه.
لا بد من قدوة..
لذلك بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة للناس: {لَقَدْ كَانَ
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 180