responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 181
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة} [1].
ووضح في شخصه صلى الله عليه وسلم الصورة الكاملة للمنهج الإسلامي.. الصورة الحية الخالدة على مدار التاريخ.
سئلت عائشة رضي الله عنها، عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن.
إجابة دقيقة عجيبة مختصرة شاملة.. كان خلقه القرآن! كان الترجمة الحية لروح القرآن وحقائقه وتوجيهاته.. ومن ثم كان -كالقرآن- قوة كونية عظمى. قوة من صنع الله، يتكامل فيها الناموس، وتتكامل فيها القوى، وتلتقي السماء بالأرض أروع لقاء شهده الكون. لا عجب إن كان مولده مولد النور.
لقد عرف العلم أخيرًا حقيقة عرفتها الروح البشرية ببداهتها منذ آماد.. عرف أن المادة عبارة عن طاقة، وأن الطاقة تتحول إلى إشعاع..
ولقد أدركت الروح البشرية ببداهتها منذ آماد أن الإنسان طاقة.. وأن طاقته تتحول إلى إشعاع، تتحول إلى نور.
ولكنها لم تدرك هذه الحقيقة على تمامها وكمالها وحقيقتها، حتى رأت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلمِ. طاقة من النور الشفيف بعثها الله لتنير للناس على الأرض السبيل: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [2].
ولقد فاض هذا النور في القلوب وفاض في الوجود، وكشف الطريق للناس فساروا فيه مهتدين واصلين.
وبهر النور نفوس الناس، فتعلقت به وأحبته كما لم يحب أحد أحدًا في العالمين. لم ينل أحد من البشر ما نال محمد من الحب.. حتى من المعارضين لدين الله، والنافرين من الهدي الجديد!
ولقد قامت المعركة بين الحق والباطل كما كان طبيعيًّا أن تقوم ... وانتصر الحق كما كان طبيعيًّا أن ينتصر، فانزاحت الظلمة التي كانت تحجب النور

[1] سورة الأحزاب 21.
[2] سورة الأحزاب 45-46.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست