اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 174
يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا، وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا، وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا، أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا، خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا} [1].
إنها وسيلة مثلى للتربية. تطلب من النفس الطلب وأنت تشعرها بأنك لا تطلب! إنما أنت فقط تعرض نموذجًا جميلًا للإنسان! وأنت ضامن بعد ذلك أن الإيحاء سيعمل عمله، وسيحاول من يحاول أن يكون مثل ذلك النموذج الجميل المعروض أبدًا للأنظار! [1] سورة الفرقان 63-76. السلبية والإيجابية:
وقريب من هذين الخطين، وإن كانا غير متطابقين، هذان الخطان الآخران؛ السلبية والإيجابية:
في كل نفس هذان الاستعدادان المتناقضان: استعداد لأن تكون سلبية، واستعداد لأن تكون إيجابية، على اختلاف في النسبة، واختلاف في مواضع السلب ومواضع الإيجاب.
ولولا أننا مشغولون هنا بمبحث تربوي لا سيكلوجي ولا بيولوجي، لوقفنا طويلًا عند تلك الحقيقة العجيبة في الخلقة، وهي أن الجنين يتكون من التقاء خليتين: البويضة الأنثوية والحيوان المنوي. وأن لكل من هذين طريقة في السلوك مخالفة للأخرى. فالبويضة في مسارها من المبيض إلى الرحم تسير "مع التيار" بينما الحيوان المنوي في مساره من الرحم إلى الأغشية الداخلية ليلتقي بالبويضة ويلقحها، يسير "ضد التيار" وفي فطرته القدرة على المغالبة والاقتحام والمسير ضد التيار ليؤدي مهمته. والجنين هو خلاصة هاتين الطاقتين!
خلاصة السلبية والإيجابية معًا وفي ذات الوقت!
إنها حقيقة عجيبة في الخلقة. توحي بالظن أنها هي منشأ هذين الاستعدادين النفسيين المتناقضين! والله أعلم بمن خلق. وهو اللطيف الخبير.
وأيًّا ما كان المنشأ فهكذا هي الفطرة بمتناقضاتها العجيبة المتجاورة المتقابلة.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 174