responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 168
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ} [1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} [2].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} [3].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ} [4].
هذا بالإضافة إلى أن طبيعة الإسلام ذاتها تقتضي وجود جماعة متكافلة تقوم بالتكاليف الجماعية. كما أن التصور الإسلامي والفضائل الإسلامية تحتاج إلى جماعة. إلى وسط تحيا فيه وتنمو. إلى محضن يتلقف الأجيال الناشئة فينشئها على تلك الفضائل ويطبعها على ذلك التصور. وتلك كلها مهام لا يقوم بها الأفراد متفرقين، وإلا ضاع جهدهم بددًا ولم يثمر ثماره المرجوة. وإنما تقوم بها الجماعة مجتمعة فتصبح المهمة أيسر والثمرة أقرب إلى المنال[5].
وهكذا تتحد الجماعة في الهدف وتتحد في العمل، فتلتقي قلوبهم وتتعاون، وترتبط كلها بالله في النهاية، فلا يقوم بينها الشقاق والخصام، وتلتقي النزعة الفردية والنزعة الجماعية كلتاهما في نظام!

[1] سورة التوبة 123.
[2] سورة محمد 7.
[3] سورة الحجرات 6.
[4] سورة الصف 10-11.
[5] انظر فصل "المجتمع المسلم" فيما يلي من الكتاب.
الالتزام والتطوع:
في الكائن البشري خطان متناقضان متقابلان، يعجب الإنسان لأول وهلة كيف يوجدان بتناقضهما ذلك متجاورين في النفس الواحدة. والواقع أن الازدواج هو السمة العامة للكيان البشري كله، الناشئة في الأصل من ازداوج منشئه من قبضة الطين ونفخة الروح. ومن ثم فلا موجب للعجب مما يحويه الإنسان في كيانه من متناقضات ظاهرية. إنما الذي يعجب له الإنسان حقًّا، ولا يملك نفسه أمامه من الإعجاب، هو الطريقة الفردية التي يسلكها المنهج الإسلامي للجمع بين هذه المتناقضات كلها، وربطها في نظام!
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 168
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست