responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
"وتلقي السلام على من عرفت ومن لم تعرف" [1].
"إن من عباد الله عبادًا ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء". قيل: من هم يا رسول لله؟ قال: "هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور، على منابر من نور. لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس". ثم قرأ: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} 2,
وهي كلها توجيهات إلى الحب الصافي الرائق الذي يليق بالإخوة البررة الكرام.
وحين يوقع الإسلام أنغام الحب هذه كلها، فإنها -بطبيعتها- توازن حب الإنسان لنفسه، وتضعه في وضعه الصحيح، الذي لا يظلم ولا يجور، ولا يغتصب لنفسه حقوق الآخرين.
أما الكره فيوجهه إلى قوى الشر في الأرض.
إنه لا يجوز للإنسان أن يكره الله سبحانه، أو يكره رسوله، أو أيًّا من ملائكته ورسله؛ ولا يجوز له أن يكره الكون، ولا الحياة، ولا بني الإنسان.. ولكن عليه أن يستخدم طاقة الكره الفطرية في كراهية الشر بجميع صوره وجميع ألوانه، وحيثما كان.
الظلم بجميع ألوانه شر ينبغي أن يكره وأن يقاوم:
"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا" [3].
والعدوان شر ينبغي أن يكره وأن يقاوم:
{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [4].
{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [5].
والاعتداء على الضعفاء في الجماعة شر ينبغي أن يكره وأن يقاوم:
{وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [6].

[1] رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
2 رواه النسائي وابن حبان.
[3] حديث قدسي أخرجه مسلم.
[4] سورة البقرة 194.
[5] سورة البقرة 179.
[6] سورة النساء 75.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد    الجزء : 1  صفحة : 146
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست