اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 123
والجنس وسيلة لانتشار النوع: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً} [1]. وهو كذلك وسيلة لنشر نوع ممتاز من البشر. هو المسلمون المؤمنون بالله: "تناكحوا تكثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"[2]. ووسيلة كذلك للسكن والراحة لا للسعار والفتنة: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [3].
والمال وسيلة لإقامة الجماعة: {وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [4].
وطاقة القتال لجهاد الشر في الأرض: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} [5] ولضمان الحياة ضد الاعتداء: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [6]. ولكنها ليست للفتك والاعتداء: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [7].
وهو يبعث النشاط الحيوي في اتجاهات شتى، تشمل كل كيان الإنسان، فلا تتدفق الطاقة الحيوية كلها في جانب واحد، جانب الجنس أو المال أو الطعام. إلخ، فتخرج به عن الحد المأمون.
يبعث النشاط في العلم والعمل والتجارة والصناعة والزراعة، والفتح والغزو، وعمارة الأرض، وإقامة الدولة، وتنظيمها، وسياستها، ومراقبة الأمور في المجتمع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهي كلها أمور تستغرق النشاط الإنساني وتوزعه وتوسع مساحته، فلا يتكتل في بقعة واحدة ويترك بقية الجوانب خواء.
وهو يستنفد الطاقة النفسية في اتجاهات عليا، فلا تركن إلى الأرض، ولا تخلد إلى المتاع الحسي وحده تنفق فيه كل الطاقة يوجه النفس إلى الجهاد في سبيل الله، ويملؤها بالعقيدة حتى تملأ كل شعابها وتتشرب بها. وهي عقيدة [1] سورة النساء 1. [2] عن سعيد بن أبي هلال مرسلًا. [3] سورة الروم 21. [4] سورة النساء 5. [5] سورة التوبة 73. [6] سورة البقرة 179. [7] سورة البقرة 190.
اسم الکتاب : منهج التربية الإسلامية المؤلف : قطب، محمد الجزء : 1 صفحة : 123