responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 33
مفهوم الفلسفة وعلاقته بمناهج التربية:
تعتمد مناهج التربية كلها تقريبا على نظريات تربوية، والنظريات التربوية تعتمد بدورها على فلسفات عامة، فما الفلسفة، وما النظرية، وما العلاقة بينهما، وهل يحتاج منهج التربية إلى فلسفة أو إلى نظرية؟
ما المقصود بالفلسفة؟ وما علاقة الفلسفة بمناهج التربية؟
لقد اعتدنا أن نقول للشخص الذي يقول كلاما كثيرا بلا معنى: لا داعي لهذه الفلسفة! وأن نرد على الإنسان الذي يقول كلاما غير مفهوم: هذه فلسفة لا فائدة من ورائها! فهل الفلسفة كلام بلا معنى، وحديث بلا فائدة؟ إن الحقيقة غير ذلك.
إن الفلسفة تفسير شامل للوجود، يتعامل الإنسان على أساسه مع هذا الوجود، ويتكون هذا التفسير من خمس حقائق جوهرية هي: حقيقة الألوهية، وحقيقة الكون، وحقيقة الإنسان، وحقيقة الحياة، وحقيقة العلاقات والارتباطات الوثيقة بين الحقائق الأربع السابقة.

وقت لآخر وفقا لمعطيات الزمان والمكان وحاجات الناس، وقد يجرف هذا التغير ضمن ما يجرف بعض القواعد والأصول الأساسية في فلسفتها ... فهذه النظم تصنع فلسفتها، وتقوم بتغييرها.
وهناك من النظم التربوية ما يتغير مع العصر انطلاقا من قواعده الأصيلة، وأسسه الثابتة، وذلك كالتربية الإسلامية التي تعمل على بناء الإنسان المسلم والمجتمع في كل زمن انطلاقا من قواعدها الربانية، مع استخدام كل ما هو مفيد ونافع من معطيات الإنسان والزمان والمكان، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "الحكمة ضالة المؤمن، حيثما وجدها فهو أحق الناس بها".
والخلاصة، هي أن الأصالة في كل منظومة حضارية، هي أن يجيء العمل نابعا من الأصول الفلسفية والبنى التحتية لكل منها، والمعاصرة هي الأخذ بالوسائل والأساليب وطرائق التفكير والعمل التي تحقق أهداف التربية في كل منظومة، وفقا لمعطيات الزمان والمكان والإنسان.
وإذا كانت التربية ثابتة فيما يتصل بأهدافها العامة كبناء الإنسان العابد لله، القادر على القيام بحق الخلافة في الأرض وفق منهج الله، وإذا كانت ثابتة أيضا فيما يتصل بمحتواها الخاص بالحقائق والمعايير والقيم الإلهية الثابتة، فإنها متغيرة فيما يتصل بالخبرات والمعارف والمهارات الإنسانية المتطورة، حيث إنها تعد الإنسان الذي يعمر الحياة ويرقيها في كل زمان وفي كل مكان وفق ظروف الزمان والمكان ومعطيات الإنسان.

اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست