responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 211
وانطلاقا من فكرة التكامل هذه يمكن القول إن محتوى منهج التربية الذي تتحقق من خلاله الأهداف التي سبق عرضها في الفصل الثالث، يشتمل على أربعة مجالات:
1- مجال علوم العقيدة والشريعة: وهو يشتمل على جانب إجباري وجانب اختياري، فالجوانب الإجبارية هي ما تتصل بالقدر الضروري لكل فرد وهي ما تعلقت بالعقيدة، والأصول، والأخلاق والقيم والمعايير الثابتة، والاختيارية ما تعلقت بالتشريعات والتنظيمات التشريعية في مختلف المجالات.
2- مجال العلوم الحربية والعسكرية: وهذه إجبارية لارتباطها بالجهاد، وهي تتشكل وتتنوع حسب مهارات العصر وأدواته ووسائله.
ويعلل ابن تيمية التكامل بين العلوم العقيدية والشرعية وعلوم الحرب والجهاد فيقول: "ودين الإسلام يكون السيف تابعا للكتاب، فإذا ظهر العلم بالكتاب والسنة، كان السيف تابعا للكتاب. كان أمر الإسلام قائما.. أما إذا كان العلم بالكتاب فيه تقصير، وكان السيف تارة يوافق الكتاب وتارة يخالفه، كان دين الله من هو كذلك بحسب ذلك"[1].
ويسوي ابن تيمية بين المتخصيين في العلوم العسكرية والمتخصصين في علوم القرآن، فيقول: "وتعلم هذه الصناعات من الأعمال الصالحة لمن يبتغي بذلك وجه الله عز وجل، فمن علم غيره ذلك كان شريكه في كل جهاد يجاهد به، لا ينقص أحدهما من الأجر شيئا، كالذي يقرأ القرآن ويعلم العلم"[2].
3- مجال العلوم الكونية والعقلية: مثل العلوم الرياضية، والطب، والفلك، والعلوم الحيوية، والفيزيائية والكيماوية، والعلوم الاجتماعية والإنسانية عموما، وثمرة هذه العلوم الكشف عن آيات الله في الأنفس وفي الآفاق: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53] .
4- مجال المهن والصناعات المختلفة والمتنوعة: وأفضل الصناعات هي الصناعات الحربية والعسكرية؛ لأنها وسيلة الجهاد وعدته، والجهاد أفضل ما تطوع به الإنسان، ومصداق ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم: "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، والممد له" "رواه أبو داود".
والمهن والصناعات كالعلوم الكونية والعقلية، إجبارية واختيارية، فما كان مفقودا في المجتمع وسببا في ضعفه وتدهوره صار إجباريا، وفرض عين، فإذا وجد إلى الحد الذي يكفي حاجة المجتمع صار اختياريا وفرض كفاية

[1] ابن تيمية: الفتاوى: أصول الفقه، مجلد 20، ص393.
[2] المرجع السابق، الفقه، مجلد 28، ص13.
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست