responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 190
29- فهم أساسيات النظام السياسي:
إذا كانت وظيفة العلم هي عمارة المجتمع الإنساني وترقيته، فإن العلم إذا لم يكن مستندا إلى عدل الله ينقلب إلى وسيلة للخراب والدمار للمجتمع البشري كله! فالعدل -إذن- هو القيمة التي توجه غايات العلم، نحو خير الإنسان والبشرية جميعا.
والعدل كما وضحه بعض الفقهاء والمفسرين هو تنفيذ حكم الله، أي: أن يحكم الناس وفقا لما جاءت به الشرائع السماوية، ولما كانت الشريعة الإسلامية هي كمال هذه الشرائع، فإن العمل بها إذن هو تحقيق للعدل الذي أمر الله به، ويندرج تحت هذا المعنى العام للعدل معانيه الخاصة، فهناك العدل في الحكم، والعدل في النظام الاجتماعي للدولة، والعدل في القضاء، والعدل الاقتصادي، والعدل بين الرجل والمرأة، والعدل في الحقوق والواجبات والمعاملة.. إلخ.
أسس النظام:
يقوم نظام الحكم في التصور الإسلامي على أربعة أسس:
- اختيار المحكومين للحكام.
- العدل من الحكام.
- الطاعة من المحكومين.
- الشورى بين الحكام والمحكومين[1].
1- يقوم النظام السياسي الإسلامي على أساس اختيار المحكومين للحكام، فقد تم اختيار أبي بكر في سقيفة بني ساعدة، وقال بعد اختيار الناس له: لقد وليت عليكم ولست بخيركم، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم، وهكذا تم اختيار عمر وعثمان وعلي -رضي الله عنهم.
2- العدل من الحكام فرض لا يقوم الحكم الإسلامي إلا به، ولذلك ورد الأمر بالعدل في القرآن صريحا، فحثت عليه آيات كثيرة، وجعله الله غاية الحكم: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58] وقد ورد في تفسير الرازي لهذه الآية قوله: "أجمعوا على أن من كان حاكما وجب عليه أن يحكم بالعدل" واستشهد بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90] ، وقوله:

[1] سيد قطب: العدالة الاجتماعية في الإسلام، مرجع سابق، ص80.
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست