responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 167
والجمال، وأن على مناهج التربية أن تنمي شعور المتعلمين وإدراكهم للمسؤلية الاجتماعية بعناصرها الثلاثة: الاهتمام، والفهم، والمشاركة.
وتنمية الاهتمام تعني تنمية الارتباط العاطفي بالجماعة, بالحرص على استمرارها وتقدمها وتماسكها وبلوغها أهدافها.
أما تنمية المناهج للفهم فيكون عن طريق فهم الفرد لتاريخ الجماعة ولعقيدتها وفلسفتها، وعاداتها وقيمها وللظروف المؤثرة في حاضرها ومستقبلها، وتكون أيضا عن طريق إقدار الفرد على فهم المغزى الاجتماعي لأفعاله، وإدراكه لآثار أفعاله وتصرفاته وقراراته على الجماعة.
وعلى المناهج أن تنمي في الفرد الرغبة والقدرة على المشاركة مع آخرين في الجماعة, في إنجاز الأعمال التي يمليها الاهتمام ويتطلبها الفهم، بما يساعد الجماعة على إشباع حاجاتها وحل مشكلاتها، والوصول إلى أهدافها، والمحافظة على تقدمها واستمرارها.

21- إدراك الفرق بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي:
لا بد أن يدرك الطلاب -على جميع مستوياتهم- الفرق بين الغزو الثقافي والتفاعل الثقافي. وذلك يقتضي التفكير فيما يلي:
أولا: إن الإسلام هو المنهج الوحيد الباقي بلا تحريف ولا تزييف, وأنه منهج كامل شامل، لا يحتاج إلى "قطع غيار" من خارجه؛ وذلك لأنه منهج رباني من خلق الله الذي خلق الكون، والإنسان، والحياة: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} [الفرقان: 2] إذن فلا عجب ألا يهزم الإسلام عقائديا ولا حضاريا، في الوقت الذي هزمت فيه أمته -المنحرفة عنه- سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا!
إن من سنن الله في الكون أن يقوم بناء النظم والمؤسسات المختلفة كالمصنع والمدرسة والمزرعة إلى آخره على أساس تصور معين للكون، والحياة والإنسان، ومركز الإنسان في الكون، ووظيفته في الحياة. والعقيدة والإنسان في هذا التصور هما أهم ما فيه. فالنظم والمؤسسات على أهميتها البالغة تظل فاقدة للوعي. قابلة للانهيار. إذا فقدت العقيدة التي توجهها والإنسان الذي يحرسها من الضياع والتلف والانهيار عن طريق حمايته للعقيدة التي تمثل القاعدة التي يقوم عليها بناء هذه المؤسسات.

اسم الکتاب : مناهج التربية أسسها وتطبيقاتها المؤلف : على أحمد مدكور    الجزء : 1  صفحة : 167
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست