responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 363
خطبة في (أكلُ الأموال بالباطل - وخَطَرُ الرِشُّوة)
الحمد لله الهادي إلى سبيل الرشاد. أحمده تعالى وأعوذ به من مفاتن الدنيا ونزعات الفساد. وأشكره وأسأله التوفيق المتواصل والسداد. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمرنا بالأكل من طيبات الأموال. ونهانا عن كل ما فيه خطر على كياننا من الأعمال. وأشهد أن سيدنا ونبينا مُحمداً عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد فيا عباد الله إليَّ بالآذان المُفتحة والقلوب الواعية إليَّ لنتعقل ونتفهم الوحي السماوي الذي جاء بما يكفل سعادة الفرد والمجموع جاء بما إن تمسكنا به لن نضل أبداً. جاء بما يُقوي الروابط ويحفظ الصلات يقول سبحانه: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ، عباد الله: نهاكم الله في هذه الآية الكريمة عن أن تأكلوا أموالكم أو أن يأكل بعضكم مال بعضٍ بالباطل. وأكله بالباطل أكله من غير الوجه الذي أباحه الإسلام فكلما أنفقه الإنسان في حرام أو فيما لا فائدة فيه فهو أكلٌ له بالباطل وما أخذ من إنسان بغير وجه شرعي كالزيادة الربوية وأثمان الجزء المغشوش من الأعيان وما كسب بالقمار وما يُدفع للكاهن ومهر البغي والرشوة وما إلى ذلك من غلول وشُبهةٍ فكل من وصل إليه مال من هذه الطرق يُعد آكلاً لمال غيره بالباطل وكل من أنفق فيما لا فائدة فيه يُعد مُنفقاً في باطل والباطل هو الزائل الذاهب الذي عاقبته الويل والخسران وما أحرى وأحق - يا عباد الله - أهل هذه الجرائم الذين أعرضوا عن هذه التعاليم السماوية الكريمة: {وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} ، ما أحقهم بالعذاب الأليم وتصلية الجحيم.
عباد الله: إن من أكبر الكبائر أكل الأموال بالباطل وأخبثها أخذ

اسم الکتاب : مفتاح الأفكار للتأهب لدار القرار المؤلف : السلمان، عبد العزيز    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست