responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 158
في الجنة فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله تعالى {لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف: 30] ولا يخيب معه من عامله بل يربح عليه أعظم الربح وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لن تدع شيئا اتقاء الله إلا أتاك الله خيرا منه" خرجه الإمام أحمد فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ونساء قال الله تعالى: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24] قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين قال يعقوب بن يوسف الحنفي: بلغنا أن الله تعالى يقول لأوليائه يوم القيامة: يا أوليائي طالما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة وغارت أعينكم وجفت بطونكم كونوا اليوم في نعيمكم وتعاطوا الكأس فيما بينكم: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة:24] وقال الحسن: تقول الحوراء لولي الله وهو متكىء معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إن نظر إليك في يوم صائف بعيد ما بين الطرفين وأنت في ظمأها حرة من جهد العطش فباهى بك الملائكة وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي اشهدوا إني قد غفرت له فغفر لك يومئذ وزوجنيك.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه غيرهم" وفي رواية: "فإذا دخلوا أغلق" وفي رواية: "من دخل منه شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا" وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في منامه الطويل قال: "ورأيت رجلا من أمتي يلهث عطشا كلما ورد حوضا منع منه فجاءه صيام رمضان فسقاه وأرواه" خرجه الطبراني وغيره وروى ابن أبي الدنيا بإسناد فيه ضعف عن أنس مرفوعا: "الصائمون ينفح من أفواههم ريح المسك ويوضع لهم مائدة تحت العرش يأكلون منها والناس في الحساب" وعن أنس موقوفا: "إن لله مائدة لم تر مثلها عين ولم تسمع أذن ولا خطر على قلب بشر لا يقعد عليها إلا الصائمون".
وعن بعض السلف قال: بلغنا أنه يوضع للصوام مائدة يأكلون عليها والناس في الحساب فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهم يأكلون فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم وقاموا ونمتم رأى بعضهم بشر بن الحارث في المنام وبين يديه مائدة وهو يأكل ويقال له: كل يا من لم يأكل واشرب يا من لم يشرب كان بعض الصالحين قد صام حتى انحنى وانقطع صوته فمات فرآه بعض أصحابه في المنام فسأله عن حاله فضحك وأنشد:

اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست