responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 159
قد كسي حلة البهاء وطافت ... بالأباريق حوله الخدام
ثم حلى وقيل يا قاريء ارقه ... فلعمري لقد براك الصيام
اجتاز بعض الصالحين بمناد ينادي على السحور في رمضان: يا ما خبأنا للصوام فتنبه بهذه الكلمة وأكثر من الصيام رأى بعض العارفين في منامه كأنه أدخل الجنة فسمع قائلا يقول له: هل تذكر أنك صمت لله يوما قط فقال: نعم قال فأخذتني صوانيء النار من الجنة من ترك لله في الدنيا طعاما وشرابا وشهوة مدة يسيرة عوضه الله عنده طعاما وشرابا لا ينفذ وأزواجا لا يمتن أبدا.
شهر رمضان فيه يزوج الصائمون في الحديث: " إن الجنة لتزخرف وتنجد من الحول إلى الحول لدخول رمضان فتقول الحور: يا رب اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجا تقر أعيننا بهم وتقر أعينهم بنا" وفي حديث آخر "أن الحور ينادين في شهر رمضان: هل من خاطب إلى الله فنزوجه" مهور الحور العين: طول التهجد وهو حاصل في رمضان أكثر من غيره كان بعض الصالحين كثير التهجد والصيام فصلى ليلة في المسجد ودعا فغلبته عيناه فرأى في منامه جماعة علم أنهم ليسوا من الآدميين بأيديهم أطباق عليها أرغفة بياض الثلج فوق كل رغيف در كأمثال الرمان فقالوا: كل فقال إني أريد الصوم قالوا له يأمرك صاحب هذا البيت أن تأكل قال: فأكلت وجعلت آخذ ذلك الدر لاحتمله فقالوا له: دعه نغرسه لك شجرا ينبت لك خيرا من هذا قال: أين؟ قالوا: في دار لا تخرب وثمر لا يتغير وملك لا ينقطع وثياب لا تبلى فيها رضوى وعينا وقرة أعين أزواج رضيات مرضيات راضيات لا يغرن ولا يغرن فعليك بالإنكماش فيما أنت فإنما هي غفوة حتى ترتحل فتنزل الدار فما مكث بعد هذه الرؤيا إلا جمعتين حتى توفي فرآه ليلة وفاته في المنام بعض أصحابه الذين حدثهم برؤياه وهو يقول: لا تعجب من شجر غرس لي في يوم حدثتك وقد حمل فقال له: ما حمل؟ قال: لا تسأل لا يقدر أحد على صفته لم ير مثل الكريم إذا حل به مطيع.
يا قوم ألا خاطب في هذا الشهر إلى الرحمن ألا راغب فيما أعده الله للطائعين في الجنان ألا طالب لما أخبر به من النعيم المقيم مع أنه ليس الخبر كالعيان.
من يرد ملك الجنان ... فليدع عنه التواني

اسم الکتاب : لطائف المعارف المؤلف : ابن رجب الحنبلي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست