ثم يُعَلّم القرآن "وَتَعَلُّمُ الصِّبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشئون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكّن الأهواء منها" [1] وهو خير من تعليم الجدل والفلسفة [2] وقد يسر الله تعالى حفظ القرآن، وإن الصبي ليحفظ منه كثيراً بقليل من الجهد ولو حاول حفظ غيره من العلوم لقضى في ذلك أضعاف ما يقضيه في حفظ القرآن [3] ثم إن قصاره تشتمل على أصول الإيمان [4] فيبدأ الطفل بحفظها وتدبر معانيها.
ثم مع حفظ القرآن يُعَلَّم السيرة النبوية والمغازي وسير الصحابة والتابعين وحكايات الأبرار والصالحين [5] .
كما على المربي أن يحدث الطفل عن حقائق الإيمان ويجيب على أسئلته بصدق، مهتدياً بالرسول صلى الله عليه وسلم حين حدّث ابن عمر - رضي الله عنهما- فقال: «يا غلام احفظ الله يحفظك. . .» [6] وقد كان الصغار يحضرون الجمعة والجماعات ويسمعون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى المربي أن يحدّث الطفل عن الجنة والنار، ويصفها بأوصاف يفهمها الطفل فيتخيلها، ويرسخ في ذهنه وجودهما. [1] من كلام الحافظ السيوطي- رحمه الله. [2] انظر: إحياء علوم الدين، الإمام الغزالي: 1 / 94. [3] انظر: إعجاز القرآن، مصطفى الرافعي. ص 242. [4] انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان: ص 60. [5] انظر: إحياء علوم الدين، الإمام الغزالي: 3 / 73. [6] أخرجه الإمام أحمد في مسنده: 1 / 293، 307.