45/ حمد الله على نعمه وآلائه
تقدّم معنا الإشارةُ إلى شمول حمد الله سبحانه وتناوله لجميع ما يُحدِثه من إحسان ونعمة وغير ذلك وأنَّ حمدَه سبحانه هو موجبُ أسمائه الحسنى وصفاته العليا وأفعاله الحميدة. وبهذا يتبيَّن أنَّ حمد الله نوعان: حمدٌ على إحسانه إلى عباده وهو من الشكر، وحمدٌ لما يستحقُّه هو بنفسه من صفات كماله ونعوت جلاله سبحانه، وقد كان أكثر الحديث عن حمد الله على أسمائه الحسنى وصفاته العظيمة، وأنَّ علم العبد بها علماً صحيحاً هو من أعظم موجبات قيامه بحمد الله على أحسن وجه وأتمِّ حالٍ، وأماَّ الحديث هنا فسيكون عن النوع الثاني من أنواع الحمد وهو حمد الله على نعمه وآلائه.
يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاَنَّى تُأْفَكُونَ} [1]، ويقول تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّموَاتِ وَمَا فِيِ الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [2]، ويقول تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ} [3]، ويقول تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا} [4]، فنِعمُ الله على عباده كثيرةٌ ومتنوّعةٌ، وكلُّ نعمة منها موجبة لحمد المُنعِم سبحانه، [1] سورة: فاطر، الآية: (3) . [2] سورة: لقمان، الآية: (20) . [3] سورة: النحل، الآية: (53) . [4] سورة: إبراهيم، الآية: (34) .