24 / وصفُ أسماء الله بأنَّها حسنى ومدلول ذلك
لقد ورد في القرآن الكريم الترغيبُ في دعاء الله بأسمائه الحسنى العظيمة، والتحذيرُ الشديدُ من سبيل الملحدين في أسمائه، وأنَّ الله سيحاسبهم على ذلك الحساب الشديد، وذلك في قوله سبحانه: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [1]، ولذا فإنَّه يتأكّد على كلِّ مسلم أن يُعنى بأسماء الله الحسنى، وفهمها فهماً صحيحاً بعيداً عن سبيل الملحدين في أسماء الله الذين توعّدهم في هذه الآية بقوله: {سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وتوعّدهم على ذلك في آية أخرى بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَونَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمَّن يَأْتِي آمِناً يَوْمَ القِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [2]، والإلحاد في أسماء الله إلحاد في آياته.
وقد دلّت الآية الكريمة المتقدّمة على أنَّ أسماء الله كلَّها حسنى، إذ إنَّ الله تبارك وتعالى لكماله وجلاله وجماله وعظمته لا يُسمى إلا بأحسن الأسماء، كما أنَّه لا يُوصف إلا بأحسن الصفات، ولا يُثنى عليه إلا بأكمل الثناء وأحسنه وأطيبه، فأسماؤه جلّ وعلا هي أحسن الأسماء وأكملُها، وليس في الأسماء أحسنُ منها ولا يقوم غيرُها مقامها ولا يؤدي معناها، ولا يسدّ مسدّها، وقد وصف الرب تبارك وتعالى أسماءه بأنَّها حسنى في القرآن الكريم في أربعة مواضع، في الآية المتقدمة، وفي [1] سورة الأعراف، الآية: (180) . [2] سورة فصلت، الآية: (40) .