شأن العلم بأسماء الله تبارك وتعالى الحسنى، وصفاته العظيمة على وفق ما جاء في النصوص، وعلى ضوء ما ورد في الأدلة، فلا يُتجاوز في ذلك القرآن والحديث؛ إذ أسماء الربّ وصفاته توقيفيةٌ لا مجال إلى العلم به ومعرفتها إلا من خلال ما ورد في الكتاب والسنة، كما قال الإمام أحمد: "لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يُتجاوز القرآن والحديث"[1].
وقال ابن عبد البر رحمه الله: "ليس في الاعتقاد كلِّه في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء به منصوصاً في كتاب الله أو صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كلِّه أو نحوه يُسلّم له ولا يُناظر فيه"[2].
إنَّ وصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم يُعدُّ من أصول الإيمان الراسخة، وأسسِه العظيمة التي لا إيمان إلا بها، فمن جحد شيئاً من صفاته سبحانه ونفاها وأنكرها فليس بمؤمن، وكذلك من عطّلها أو شبَّهَها بصفات المخلوقين، سبحان الله عما يصفون، وتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
قال نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله: "من شبّه الله بشيء من خلقه فقد كَفر، ومن أنكر ما وصف الله به نفسَه فقد كفر، فليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم تشبيه"[3]. [1] مجموع الفتاوى لابن تيمية (5/26) . [2] جامع بيان العلم وفضله (2/943) . [3] رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد (رقم:936) .