23 / العلمُ بأسماء الله وصفاته ومنهج أهل السنة في ذلك
إنَّ من مقامات الدين الرفيعة ومنازله العالية العظيمة، العلم بكمال الربّ الكريم، وما يجب له من صفاته العظيمة وأسمائه الحسنى الكريمة الواردة في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والتي أثنى بها على نفسه وأثنى عليه بها عبدُه ورسولُه محمد صلى الله عليه وسلم، بل إنَّ هذا العلم والإيمان أصلٌ من أصول الدين، وركنٌ من أركان التوحيد، وأساسٌ من أُسُسِ الاعتقاد.
ولهذا ندب الله عباده وحثّهم ورغّبهم في مواطن كثيرة من القرآن الكريم على تعلّم أسماء الرب وصفاته، ومعرفتها معرفةً صحيحةً سليمةً، دون مَيْل بها عن وجهها، أو صرفٍ لها عن مقصودها بتحريف أو تعطيل أو تكييف أو تمثيل أو نحو ذلك.
يقول الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [1]، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاًمَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى} [2]، وقال تعالى: {هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهَ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} [3]، وقال تعالى: [1] سورة الأعراف، الآية: (180) . [2] سورة الإسراء، الآية: (110) . [3] سورة الحشر، الآيات: (22 ـ 24)