اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 25
فكان لا يُرى إلا مع صديقيه، معاذ
بن جبل [1] وثعلبة ابن عنَمة، يروحون ويغدون بين مجالس الرجال، وقد تهيأوا ليكونوا أعضاء في مجتمع الرجولة بعد أن تجاوزوا سريعاً مرحلة الصبا.
وعلى الرغم من افتخار عبد الله بن أنيس بقومه من بني وبرة من قضاعة، فإن إعجابه بشباب ورجال حلفائه من بني سلمة كان شديداً، مما جعله يؤثرهم، ويبقى معهم في يثرب، ويطيل البقاء، حتى أصبح واحداً من أهلها، يفرحه ما يفرحهم، ويسوؤه ما يسوؤهم.
* *
رحلة الحج:
وحل موعد الحج إلى البيت العتيق في مكة قبل أن يفرغ الشقيقان المتخاصمان – الأوس والخزرج – من أمر تسويد عبد الله بن أبي بن سلول على الحيّين، ولم يكن العرب – وأهل يثرب منهم – ما يمكن أن يشغلهم عن [1] معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي، شهد العقبة الكبرى مع السبعين من الأنصار، آخى رسول الله بينه وبين عبد الله بن مسعود، شهد المشاهد كلها مع رسول الله، استعمله رسول الله قاضياً على اليمن وقال عنه: " اعلم امتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل " مات في طاعون عمواس سنة 18 هـ وعمره أربعة وثلاثون عاماً.
اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 25