اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 26
الحج إلى مكة، فآثروا أن يؤجلوا اتخاذ القرار النهائي في هذا الأمر الجلل لحين عودتهم من مكة، وأسرعوا إلى مطيهم يحثونها في الطريق إلى البيت، وكان من عادتهم أن يخرجوا في جماعتين متباعدتين، فخرجوا هذا العام في جماعة واحدة، فامتلأ الوادي بهم، وسال بمطيهم، وحدا حاديهم فأطربهم ونشط إبلهم، فكانوا يشعرون بأن هذه الرحلة إلى البيت المقدس ليست كاللاتي سبقت في السنين الخوالي، وكانوا يعزون ما ينتابهم من انشراح ونشاط وسرور إلى هذه الألفة الجديدة التي وحدت جموعهم، وأزالت ما في صدورهم من غل، وانتزعت ما في نفوسهم من بغضاء.
وكانت المشاعر المقدسة تموج بالقبائل العربية التي آتت اليها من كل فج عميق، وكانت هذه الجموع تموج بهذا الحديث العجيب عن فتى من قريش جاء بحدث عظيم، فكان حديثهم عن هذا الحدث هامساً تارة، معلناً عن نفسه تارة أخرى. وتناقل الناس حديث هذا الدين الجديد الذي يدعو إليه محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، كما سمعوا في
دهشة واستغراب شديدين ما يقوله القرشيون عن محمد، وما يرمونه به من سحر وكهانة وشعر، وما يرمون به الدين الجديد، فيزعمون أنه يفرق بين الأخ وأخيه والابن وأبيه والرجل وزوجه، مما جعل القبائل تنفر من الدين، وتتجنب الاجتماع بالرسول الأمين.
اسم الکتاب : فدائيون من عصر الرسول المؤلف : الجدع، أحمد الجزء : 1 صفحة : 26