responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 326
3- الاتجاه العقلي أو فاعلية الفكر الفردي:
يرى هذا الاتجاه بصفة عامة أن القيمة هي التي تتلاءم مع العقل وتوافقه وأن العقل والقيمة شيء واحد، وإذا كان الأمر قاصرا على مجرد العقل لم يكن بد من التفرقة على أساسه، فالمعيار هو العقل والقيمة خاضعة له؛ لأن القيمة تحدد بناء على المعيار. ولا ينبغي العمل بمقتضى العقل لغرض الوصول إلى الخير بل يجب السير عليه بصرف النظر عن الغاية الخيرية إلا أن الخير لما كان متحدا مع الفعل أو أنه تابع وملازم له فالعمل وفقا للعقل يولد الخير بالطبيعة.
وإذا كانت قيمة الأخلاق تقاس بالإرادة الخيرة فإن الإرادة الخيرة تقاس بمدى موافقتها للعقل؛ ذلك أن الأخلاق تعتبر قيمة عقلية ولذا كانت القوانين الأخلاقية خاضعة للعقل كالقوانين الفكرية، وكما أن هذه القوانين الأخيرة ثابتة فكذلك القوانين الأولى. وينبغي ألا يفهم من هذا أن العقل ظاهرة طبيعية بل ينبغي أن يفهم من حيث إنه متعالٍ على الطبيعة؛ لأنه فكر يحكم على الطبيعة، فالعقل إذن ليس خاضعا للطبيعة مقهورا بها بل هو متحكم فيها ومقوم لها، وقد ذهب إلى هذا الاتجاه "كانط" وأتباعه من بعده مثل "ماربوغ"1 "وبرنشفيك"[2].

1 Marburg
[2] Brunchviug
والفرق بين الاتجاهين الأسبقين أن الأول يرجع القيم إلى قيمة مادية موضوعية. فالعلاقة بين الكائن الحي والقيمة علاقة حسية يمكن قياسها قياسا موضوعيا كميا. بينما يرجع الثاني إلى عملية نفسية ذاتية إلى جانب موضوعية والعلاقة بين القيمة والعملية النفسية فيها جانب موضوعي وجانب آخر ذاتي ولهذا لا يمكن قياسها قياسا موضوعيا آليا كميا.

1 Marburg
[2] Brunchviug
اسم الکتاب : علم الأخلاق الإسلامية المؤلف : مقداد يالجن    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست