اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 91
227- فإذا ثبت هذا في المخلوقات، فالخالق أجل وأعلى، فينبغي أن يوقف في إثباته على دليل وجوده، ثم يستدل على جواز بعثه رسله، ثم تتلقى أوصافه من كتبه ورسله به، ولا يزاد على ذلك.
ولقد بحث خلق كثير من صفاته بآرائهم، فعاد وبال ذلك عليهم.
228- وإذا قلنا: أنه موجود، وعلمنا من كلامه أنه سميع بصير حي قادر ... كفانا هذا في صفاته، ولا نخوض في شيء آخر. وكذلك نقول: متكلم، والقرآن كلامه، ولا نتكلف ما فوق ذلك. ولم يقل السلف: تلاوة ومتلو، وقراءة ومقروء. ولا قالوا: استوى على العرش بذاته. ولا قالوا: ينزل بذاته ... بل أطلقوا ما ورد من غير زيادة. و [لا] نقول لما ثبت بالدليل ما لا يجوز عليه. وهذه كلمات كالمثال، فقس عليها جميع الصفات، تفز سليمًا من تعطيل، متخلصًا من تشبيه.
44- فصل: إنما تصلح الحياة بالتفاوت بين العباد
229- رأيت أكثر الخلق في وجودهم كالمعدومين، فمنهم من لا يعرف الخالق. ومنهم من يثبته على مقتضى حسه. ومنهم من لا يفهم المقصود من التكليف.
230- وترى المتوسمين بالزهد يدأبون في القيام والقعود، ويتركون الشهوات، وينسون ما قد أنسوا به من شهوة الشهرة، وتقبيل الأيادي!! ولو كلم أحدهم، قال: ألمثلي يقال هذا؟! ومن فلان الفاسق؟! فهؤلاء لا يفهمون المقصود. وكذلك كثير من العلماء في احتقارهم غيرهم، والتكبر في نفوسهم، فتعجبت، كيف يصلح هؤلاء لمجاورة الحق، وسكنى الجنة؟!
231- فرأيت أن الفائدة في وجودهم في الدنيا تجانس الفائدة في دخولهم الجنة، فإنهم في الدنيا بين معتبر به، يعرف عارف الله سبحانة نعمة الله عليه، بما كشف له مما غطى عن ذاك، ويتم النظام بالاقتداء يصور أولئك، [أو تابع يتم به
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 91