اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 67
يوسف: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} [يوسف: 20] ، امتدت أكفهم بين يديه بالطلب يقولون: {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا} [يوسف: 88] ، ولما صبر هو يوم الهمة[1]، ملك المرأة[2] حلالًا، ولما بغت عليه بدعواها: {مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا} [يوسف: 25] ، أنطقها الحق بقولها: {أَنَا رَاوَدْتُهُ} [يوسف:51] .
155- ولو أن شخصًا ترك معصية لأجل الله تعالى، لرأى ثمرة ذلك، وكذلك إذا فعل طاعة، وفي الحديث: "إذا أملقتم، فتاجروا الله بالصدقة" [3]، أي: عاملوه لزيادة الأرباح العاجلة.
156- ولقد رأينا من سامح نفسه بما يمنع منه الشرع طلبًا للراحة العاجلة، فانقلبت أحواله إلى التنغص العاجل، وعكست عليه المقاصد.
157- حكى بعض المشايخ أنه اشترى في زمن شبابه جارية، قال: فلما ملكتها، تاقت نفسي[4] إليها، فما زلت أسأل الفقهاء لعل مخلوقًا يرخص لي، فكلهم قال: لا يجوز النظر إليها بشهوة، ولا لمسها، ولا جماعها إلا بعد حيضها. قال: فسألتها؟ فأخبرتني أنها اشتريت وهي حائض، فقلت: قرب الأمر، فسألت الفقهاء؟ فقالو: لا يعتد بهذه الحيضة حتى تحيض في ملكه، قال: فقلت لنفسي وهي شديدة التوقان لقوة الشهوة، وتمكن القدرة، وقرب المصاقبة[5]: ما تقولين؟ فقالت: الإيمان بالصبر على الجمر شئت أم أبيت، فصبرت إلى أن حان ذلك، فأثابني الله تعالى على ذلك الصبر بنيل ما هو أعلى منها وأرفع. [1] المذكورة في الآية "24" من سورة يوسف. [2] هي زليخة امرأة العزيز. [3] أملقتم: افتقرتم، ولم أجد الحديث بهذا لكن ورد بلفظ استعينوا على الرزق بالصدقة رواه الديلمي في الفردوس، وورد أيضًا بلفظ: استنزلوا الرزق بالصدقة رواه البيهقي في: شعب الإيمان، عن علي وابن عدي عن جبير بن مطعم، وأبو الشيح عن أبي هريرة "ضعيفان". [4] تاقت نفسي إليها: توقانًا وتوقًا وتؤوقًا: اشتاقت ونزعت إليها، وهي توّاقة. [5] المصاقبة: المجاورة.
30- فصل: قد يخفي الإنسان عمله فيظهره الله عليه.
158- نَظَرتُ في الأدلة على الحق سبحانه وتعالى، فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 67