اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 508
1715- فإذا أعدت درسك إلى وقت الضحى الأعلى، فصل الضحى ثماني ركعات، ثم تشاغل بمطالعة، أو نسخ إلى وقت العصر، ثم عد إلى درسك من بعد العصر إلى وقت المغرب، وصل بعد المغرب ركعتين بجزأين، فإذا صليت العشاء؛ فعد إلى دروسك.
1716- ثم اضطجع على شقك الأيمن، فسبح ثلاثًا وثلاثين، واحمد ثلاثًا وثلاثين، وكبر أربعًا وثلاثين[1]، وقل "اللهم قني عذابك، يوم تجمع عبادك" [2].
1717- وإذا فتحت عينيك من النوم فاعلم أن النفس قد أخذت حظها، فقم إلى الوضوء، وصل في ظلام الليل ما أمكن، واستفتح بركعتين خفيفتين، ثم بعدهما ركعتين بجزأين من القرآن، ثم تعود إلى درس العلم، فإن العلم أفضل من كل نافلة. [1] رواه البخاري "3705"، ومسلم "2727" عن علي رضي الله عنه. [2] رواه الترمذي "3398" عن حذيفة رضي الله عنه.
7/ 381- فصل: العزلةُ أصل كل خير
1718- وعليك بالعزلة، فهي أصل كل خيرٍ، واحذر من جليس السوء، وليكن جلساؤك الكتب، والنظر في سير السلف.
1719- ولا تشتغل بعلم حتى تحكم ما قبله، وتلمح سير الكاملين في العلم والعمل، ولا تقنع بالدون، فقد قال الشاعر1:
ولم أر في عيوب الناس شَيْئًا ... كنقص القادرين على التَّمَامِ
1720- واعلم أن العلم يرفع الأراذل؛ فقد كان خلق كثير من العلماء لا نسب لهم يذكر، ولا صورة تستحسن.
1721- وكان عطاء بن أبي رباح[2] أسود اللون، مستوحش الخلقة، وجاء إليه سليمان بن عبد الملك -وهو خليفة- ومعه ولداه[3]، فجلسوا يسألونه عن المناسك، [1] المتنبي، ديوانه ص "476". [2] أبو محمد القرشي الجمحي مولاهم، ولد في الجند باليمن، ونشأ بمكة، وكان من أوعية العلم، حتى صار شيخ الإسلام ومفتي الحرم، توفي سنة "114هـ". [3] في م: ولده.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 508