اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 501
[2]/ 376- فصل: معرفة الله بالدليل أول ما ينبغي النظر فيه
1685- وأول ما ينبغي النظر فيه: معرفة الله تعالى بالدليل، ومعلوم أن من رأى السماء مرفوعة، والأرض موضوعة، وشاهد الأبنية المحكمة خصوصًا في جسد نفسه؛ علم أنه لا بد للصنعة من صانع، وللمبني من بان.
1686- ثم يتأمل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إليه، وأكبر الدلائل القرآن الذي أعجز الخلق أن يأتوا بسورة من مثله.
1687- فإذا ثبت عنده وجود الخالق -جل وعلا- وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم؛ وجب تسليم عناية5 إلى الشرع، فمتى لم يفعل؛ دل على خلل في اعتقاده.
1 زمام أمره.
1681- واعلم أن أداء الفرائض واجتناب المحارم لازم، فمتى تعد الإنسان فالنار النار!!.
1682- ثم اعلم أن طلب الفضائل نهاية مراد المجتهدين.
1683- ثم الفضائل تتفاوت، فمن الناس من يرى الفضائل: الزهد في الدنيا، ومنهم من يراها التشاغل بالتعبد.
1684- وعلى الحقيقة، فليست الفضائل الكاملة إلا الجمع بين العلم والعمل، فإذا حصلا رفعات صاحبهما إلى تحقيق معرفة الخالق سبحانه وتعالى، وحركاه إلى محبته وخشيته والشوق إليه.
فتلك الغاية المقصودة، و"على قدر أهل العزم تأتي العزائم"[1]، وليس كل مريد[2] مرادًا[3]، ولا كل طالب واجدًا، ولكن على العبد الاجتهاد، و"كل ميسر لما خلق له"[4] والله المستعان. [1] صدر بيت للمتنبي وعجزه: "وتأتي على قدر الكرام المكارم"، ديوانه ص "374". [2] في نسخة: مراد. [3] أي: ليس كل ما يريده الإنسان يريده الله تعالى. [4] رواه البخاري "4949"، ومسلم "2647" عن علي رضي الله عنه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 501