اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 493
1644- واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة: فإن في "الصحيح". عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: "من قال: سبحان الله العظيم وبحمده؛ غرست له بها نخلة في الجنة" [1] فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل!
وهذه الأيام مثل المزرعة، فكأنه قيل للإنسان: كلما بذرت حبة، أخرجنا لك ألف كر[2]، فهل يجوز للعاقل أن يتوقف في البذر ويتوانى؟!
1645- والذي يعين على اغتنام الزمان: الانفراد والعزلة مهما أمكن، والاختصار على السلام أو حاجة مهمة لمن يلقى، وقلة الأكل؛ فإن كثرته سبب النوم الطويل وضياع الليل، ومن نظر في سير السلف، وآمن بالجزاء، بان له ما ذكرته. [1] رواه الترمذي "2364و 3465"، والنسائي في عمل اليوم والليلة "827" وابن حبان "826و 827"، والحاكم "1/ 501" عن جابر رضي الله عنه، وله شاهد رواه ابن أبي شيبة "29429"، والبزار "2097" وآخر رواه أحمد "3/ 440". [2] الكر = 2925 كغ.
369- فصل: في معاشرة النساء
1646- ينبغي للعاقل أن يتخير امرأة صالحة، من بيت صالح، يغلب عليه الفقر، لترى ما يأتيها به كثيرًا!
1647- وليتزوج من يقاربه في السن، فأما الشيخ، فإنه إذا تزوج صبية، آذاها، وربما فجرت، أو قتلته، أو طلبت الطلاق، وهو يحبها، فيتأذى، وليتمم نقصه بحسن الأخلاق، وكثرة النفقة.
1648- ولا ينبغي للمرأة أن تقرب من زوجها كثيرًا: فتمل، ولا تبعد عنه، فينساها، ولتكن وقت قربها إليه كاملة النظافة متحسنةً.
1649- ولتحذر أن يرى فرجها أو جسمها كله، فإن جسم الإنسان ليس بمستحسن! وكذلك ينبغي له أن لا يريها جسمه؛ وإنما الجماع في الفراش.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 493