responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 487
فقس على هذه النبذة، وانتبه للعواقب، ولا تؤثر لذة تفوت خيرًا كثيرًا، وصابر المشقة، تحصل ربحًا وافرًا.

364- فصل: هيهات أن يصح الدين مع تحصيل اللذات
1613- ليس في الدنيا عيش إلا لعالم أو زاهد. بلى، قد يقع في صفاء حالهما كدر، وهو أن العالم يشتغل بالعلم، أو بالانقطاع عن الكسب، وقد تكون له عائلة؛ فربما تعرض بالسلطان ففسد حاله، وكذلك الزاهد.
1614- فينبغي للعالم والعابد أن يتحركا في معاش، كنسخ بأجرة، أو عمل الخواص[1]، و[2] إن فتح له بشيءٍ، اقتنع باليسير؛ فلا يستعبده أحد، كما كان أحمد بن حنبل له أجرة لعلها لا تبلغ دينارًا يتقوت بها، ومتى لم يقنع، أفسدت مخالطة السلاطين والعوام دينه.
1615- وفي الناس من يريد التوسع في المطاعم، ومنهم: من لا يوافقه خشن العيش، وهيهات أن يصح الدين مع تحصيل اللذات!
1616- وإذا قنع العالم والزاهد بما يكفي، لم يتبذل [أحدهما] للسلطان، ولم يتسخدم بالتردد إلى بابه، ولم يحتج الزاهد إلى تصنع. والعيش اللذيذ للمنقطع، الذي لا يتبذل به، ولا يحمل منة.

[1] الخوص: ورق النخل.
[2] في الأصل: أو إن.
365- فصل: تفاوت الناس في الفهوم
1617- ما أكثر تفاوت الناس في الفهوم! حتى العلماء يتفاوتون التفاوت الكثير في الأصول والفروع: فترى أقوامًا يسمعون أخبار الصفات، فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم: ينزل بذاته إلى السماء، وينتقل!! وهذا فهم رديء؛ لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر1

[1] في الأصل: أكثر، وهو تصحيف.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 487
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست