responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 466
349- فصل: في مخالطة الأمراء
1526- العجب ممن له مسكة من عقلٍ، أو عنده قليل من دين، كيف يؤثر مخالطتهم؛ فإنه بالمخالطة لهم، أو العمل معهم، يكون قطعًا خائفًا من عزل، أو قتل، أو سم، ولا يمكنه أن يعمل إلا بمقتضى أوامرهم؛ فإن أمروا بما لا يجوز، لم يقدر أن يراجع؛ فقد باع دينه قطعًا بدنياه، فمنعه الخوف من القيام بأمر الله، وضاعت عليه آخرته، ولم يبق بيده إلا عاجل التعظيم، وأن يقال بين يديه: بسم الله! وأن ينفذ أوامره! وذلك بعيد من السلامة في باب الدين، وما يلتذ به منه في الدنيا ممزوج بخوف العزل أو القتل.

350- فصل: العاقل من عمل بمقتضى الحزم
1527- من الغلط العظيم أن يتكلم في حق معزول بما لا يصلح؛ فإنه لا يؤمن أن يلي فينتقم. وفي الجملة، لا ينبغي أن يظهر العداوة لأحد أصلًا؛ فقد يرتفع المحتقر، وقد يتمكن من لا يعد[1]؛ بل ينبغي أن يكتم ما في النفوس من ضغن على الأعداء، فإن أمكن الانتقام منهم، كان العفو انتقامًا؛ لأنه يذلهم.
1528- وينبغي أن يحسن إلى كل أحد، خصوصًا من يجوز أن يكون له ولاية، وأن يخدم المعزول، فربما نفع في ولايته.
1529- وقد روينا أن رجلًا استأذن على قاضي القضاة ابن أبي دواد وقال: قولوا له: أبو جعفر بالباب! فلما سمع؛ هش[2] لذلك، وقال: ائذنوا له! فدخل، فقام، وتلقاه، وأكرمه، وأعطاه خمسة آلاف، وودعه، فقيل له: رجل من العوام فعلت به هذا؟! قال: إني كنت فقيرًا، وكان هذا صديقًا، فجئته يومًا، فقلت له: أنا جائع. فقال: اجلس! وخرج، فجاء بشواء وحلوى وخبز؛ فقال: كل. فقلت: كل معي. قال: لا. قلت: والله، لا آكل حتى تأكل معي. فأكل، فجعل الدم يجري من

[1] من لا يعد: لا يحسب له حساب.
[2] في الأصل: دهش، وهو تصحيف.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 466
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست