responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 448
1462- وبعد هذا، فلا أطالبك بهذه الرتبة، بل أقول لك: إن حصل لك شيء من المباح، لا من فيه ولا أذى، ولا نلته بسؤال، ولا من يد ظالم، تعلم أن ماله حرام، أو فيه شبهة، فافسح لنفسك في مباحاتها بمقدار ما تحتاج إليه، وكن مقدرًا للنفقة غير مبذر؛ فإن الحلال لا يحتمل السرف، ومتى أسرفت، احتجت إلى التعرض للخلق، والتناول من الأكدار.
1463- وإن ضاق بك أمر، فاصبر، فإن ضعف الصبر، فسل فاتح الأبواب، فهو الكريم، وعنده مفاتح الغيب، وإياك أن تبذل دينك بتصنع للخلق، أو بتقرب إلى الأمراء، وتستعطي أموالهم، واذكر طريق السلف.
1464- كان ابن سمعون[1] له ثياب يجلس فيها للناس، ثم يطويها إلى المجلس الآخر، ورثها عن أبيه، وبقيت أربعين سنة.
1465- وكانت ميمونة بنت شاقولة[2] تعظ الناس، ولها ثياب قد بقيت أربعين سنة.
1466- ومن صفا نظره، وتهذب لفظه، نفع وعظه، ومن كدر، كدر عليه، والحالقة العالية في هذا: إقبال القلب على الله عز وجل، والتوكل عليه، والنظر إليه، والتفات القلب عن الخلق، فإن احتجت، فاسأله، وإن ضعفت، فارغب إليه. ومتى ساكنت الأسباب، انقطعت عنه، ومتى استقام باطنك، استقامت لك الأمور.

[1] في حاشية الأصل: وفي نسخة ابن مسعود وهو تصحيف.
[2] عابدة زاهدة، وواعظة بليغة، توفيت سنة "393هـ".
335- فصل: المحق لا يطلب إلا الأرفع
1467- رأيت نفسي تأنس بخلطاء نسميهم أصدقاء، فبحثت بالتجارب عنهم؛ فإذا أكثرهم حساد على النعم، وأعداء، لا يسترون زلةً، ولا يعرفون لجليس حقًّا، ولا يواسون من مالهم صديقًا. فتأملت الأمر؛ فإذا الحق سبحانه يغار على قلب المؤمن أن يجعل له شيئًا يأنس به، فهو يكدر عليه الدنيا وأهلها، ليكون أنسه به.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 448
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست