responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 427
314- فصل: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها
1388- كلما نظرت في تواصل النعم عليَّ، تحيرت في شكرها! وأعلم أن الشكر من النعم، فكيف أشكر[1]؟! لكني معترف بالتقصير، وأرجو أن يكون اعترافي قائمًا ببعض الحقوق.
وعندي خلة[2] أرجو بها كل خير، وهي أن من يصوم أو يصلي يرى أنه تعبد، ويخدم كأنه يقضي حق المخدوم، وأنا أرى أني إذا صليت ركعتين؛ فإنما قمت أكدي[3]، فلنفسي أعمل، إذ المخدوم غني عن طاعتي.
وكان بعض المشايخ يقول: جاء في الحديث: "الدعاء عبادة" [4]، وأنا أقول: العبادة دعاء.
1389- فالعجب ممن يقف للخدمة يسأل حظ نفسه، كيف يرى أنه قد فعل شيئًا؟! إنما أنت في حاجتك، ومنة من أيقظك، لا تقاومها خدمتك، فأنا أقول كما قال الأول:
يا منتهى الآمال أنْ ... ـت كفلتني وحفظتني
وعدا الزمان علي كيْ ... يجتاحني فمنعتني
فانقاد لي متخشعًا ... لما رآك نصرتني
وكسوتني ثوب الغنى ... ومن المغالب صنتني
فإذا سكت بدأتني ... وإذا سألت أجبتني
فإذا شكرتك زدتني ... فمنحتني وبهرتني
لو إن أجد بالمال فالْ ... أموال أنت أفدتني

[1] شكر الله تعالى في امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
[2] الخلة: الخصلة.
[3] أكدي: أستجدي.
[4] رواه أبو دواد "1479"، والترمذي "3247"، وابن ماجه "3828" عن النعمان بن بشير بلفظ: "الدعاء هو العبادة".
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 427
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست