اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 419
وحجر البرسان[1]، وقنفذًا محرقًا، وزبد البحر، وصدفًا محرقًا مسحوقًا، وشيئًا من الصبر[2] والخبط[3]، فيطلي به جسمه؛ فإذا قربت منه السباع، فشمت تلك الأرياح[4] وذفورتها[5]؛ نفرت.
1364- وتنبأ بالطائف رجل يقال له: أبو جعوانة العامري، وزعم أن دليله أنه يطرح النار في القطن فلا يحترق! وهذا؛ لأنه يدهنه بدهن معروف.
1365- ومنهم هذيل بن يعفور، من بني سعد بن زهير، حكى عنه الأصمعي[6] أنه عارض سورة الإخلاص، فقال: "قل هو الله أحد، إله كالأسد، جالس على الرصد، لا يفوته أحد".
1366- ومنهم هذيل بن واسع، كان يزعم أنه من ولد النابغة الذبياني[7]، عارض سورة الكوثر، فقال له رجل: ما قلت؟ فقال: "إنا أعطيناك الجواهر، فصل لربك وجاهر، فما يؤذيك إلا كل فاجر"؛ فظهر عليه القسري[8]، فقتله، وصلبه على العمود، فعبر عليه الرجل[9]، فقال: "إنا أعطيناك العمود، فصل لربك من قعود، بلا ركوع ولا سجود، فما أراك تعود".
1367- وممن ظهر فادعى أنه يوحي إليه المختار بن أبي عبيد[10]، وكان [1] حجر البرسان ... [2] الصبر: عصارة شجر مر تستعمل في الطب. [3] الخبط: وهو ورق مطحون ومخلوط بالدقيق "القاموس". [4] الأرياح: الروائح. [5] ذفورتها: رائحتها. [6] عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي البصري أبو سعيد "122- 216هـ" راوية العرب، وأحد أئمة العلم باللغة والشعر. [7] زياد بن معاوية الذبياني الغطفاني المضري أبو أمامة، شاعر جاهلي من الطبقة الأولى، توفي سنة "18" قبل الهجرة. [8] هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري البجلي، أبو الهيثم "66-126هـ" أمير العراقين للأمويين، وأحد خطباء العرب وأجوادهم، وقد جاء في الأصل "السنوي"، والتصويب من أخبار الظراف للمؤلف ص "133". [9] هو خلف بن خليفة الشاعر. [10] الثقفي الكذاب، ادعى أن الوحي يأتيه، وأنه يعلم الغيب قتل سنة "67هـ".
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 419