responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 408
وقد رأيت خَلْقًا يعتقدون أنهم فقهاء وفهماء، ولا يتحاشون من هذا.
وهؤلاء إن أرادوا بالدهر مرور الزمان، فذاك لا اختيار له، ولا مراد، ولا يعرف رشدًا من ضلال، ولا ينبغي أن يلام، فإنه زمان مُدَبَّرٌ، لا مُدَبِّرٌ، فيتصرف فيه، ولا يتصرف. وما يظن بعاقل أن يشير إلى أن المذموم، المعرض عن الرشد، السيء الحكم، هو الزمان! فلم يبق إلا أن القوم خرجوا عن ربقة[1] الإسلام، ونسبوا هذه القبائح إلى الصانع، فاعتقدوا فيه قصور الحكمة، وفعل ما لا يصح، كما اعتقده إبليس في تفضيل آدم.
وهؤلاء لا ينفعهم مع هذا الزيغ اعتقاد إسلام، ولا فعل صلاة، بل هم شر من الكفار، لا أصلح الله لهم شأنًا، ولا هداهم إلى رشاد.

[1] حبل فيه عرًى.
300- فصل: زيادة الثواب في الآخرة بقدر العمل في الدنيا
1335- من عجائب ما أرى من نفسي ومن الخلق كلهم: الميل إلى الغفلة عما في أيدينا، مع العلم بقصر العمر، وأن زيادة الثواب هناك، بقدر العمل ها هنا.
فيا قصير العمر! اغتنم يومي منًى[1]! وانتظر ساعة النفر! وإياك أن تشغل قلبك بغير ما خلق له! واحمل نفسك على المر! واقمعها إذا أبت، ولا تسرح لها في الطول[2]، فما أنت إلا في مرعى، وقبيح بمن كان بين الصفين[3] أن يتشاغل بغير ما هو فيه.

[1] الأول والثاني من أيام التشريق.
[2] الطول: كعنب حبل تربط به رجل الدابة حتى لا تبتعد في المرعى.
[3] أي في الصف الأول المواجه للعدو.
301- فصل: الأمر بحفظ السر
1336- قد كررت هذا المعنى في هذا الكتاب، وهو الأمر بحفظ السر، والحذر من الانبساط فيما لا يصلح بين يدي الناس، فرب منبسطٍ بين يدي من يظنه
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست