responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 402
295- فصل: جمهور الناس خرج من ربقة العبودية
1320- تأملت أحوال الناس، فرأيت جمهورهم منسلًّا[1] من ربقة العبودية، فإن تعبدوا، فعادة؛ أو فيما لا ينافي أغراضهم منافاة تؤذي القلوب:
1321- فأكثر السلاطين يحصلون الأموال من وجوه ردية[2]، وينفقونها في وجوه لا تصلح، وكأنهم قد تملكوها، وليست مال الله! الذي إذا غزا أحدهم [باسمه] ، فغنم الأموال، اصطفاها لنفسه، وأعطاها أصحابه، كيف اشتهى!!
1322- والعلماء لقوة فقرهم، وشدة شرههم، يوافقون الأمراء، وينخرطون في سلكهم، والتجار على العقود الفاسدة، والعوام في المعاصي، والإهمال لجانب الشريعة، فإن فات بعض أغراضهم، فربما قالوا: ما نريد نصلي! لا صلى الله عليهم، وقد منعوا الزكاة، وتركوا الأمر بالمعروف.
1323- فمن الناس من يغره تأخير العقوبة، ومنهم من كان يقطع بالعفو، وأكثرهم متزلزل الإيمان، فنسأل الله أن يميتنا مسلمين.

[1] منسلًا: خارجًا.
[2] محرَّمة.
296- فصل: عاقبة الصبر الجميل جميلة
1324- من العجيب سلامة دين ذي العيال، إذا ضاق به الكسب، فما مثله إلا كمثل الماء، إذا ضرب في وجهه سكر؛ فإنه يعمل باطنًا، ويبالغ حتى يفتح
1319- ومتى ضجت النفس لقلة صبر، فاتل عليها أخبار الزهاد، فإنها ترعوي[1]، وتستحي، وتنكسر، إن كانت لها همة، أو فيها يقظة، ومثل لها بين ترخص علي بن المديني، وقبوله مال ابن أبي دؤاد، وصبر أحمد، وكم بين الرجلين، والذكرين، وانظر ما يروى عن كل واحد منهما، وما يذكران به ... وسيندم ابن المديني إذا قال أحمد: سلم [لي] ديني.

[1] ترعوي: تنزجر، وتتعظ.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 402
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست