responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 397
ثم لو قلنا: إنه يتضمن غفران ما سيأتي، فالمعنى أن مالكم إلى الغفران.
ثم دعنا من معنى الحديث، كيف يحل لمسلم أن يظن في أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه فعل ما لا يجوز اعتمادًا على أنه سيغفر له؟! حوشي من هذا[1]، وإنما قاتل بالدليل المضطر له إلى القتال، فكان على الحق، ولا يختلف العلماء أن عليًّا رضي الله عنه لم يقاتل أحدًا إلا والحق مع علي، كيف، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم! أدر معه الحق كيفما دار" [2] فقد غلط أبو عبد الرحمن غلطًا قبيحًا، حمله عليه أنه كان عثمانيًّا.

[1] أي: حاشاه من ذلك.
[2] رواه الترمذي "3714" وفي سنده المختار بن نافع منكر الحديث، "ضعيف جدًّا".
292- فصل: نعوذ بالله من رياء يبطل أعمالنا
1304- تأملت على متزهدي زماننا أشياء تدل على النفاق والرياء، وهم يدعون الإخلاص: منها: أنهم يلتزمون زاوية، فلا يزورون صديقًا، ولا يعودون مريضًا، ويدعون أنهم يريدون الانقطاع عن الناس، اشتغالًا بالعبادة، وإنما هي إقامة نواميس، ليشار إليهم بالانقطاع، إذ لو مشوا بين الناس؛ زالت هيبتهم!
وما كان الناس كذلك، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض [3]، ويشتري الحاجة من السوق[4]، وأبو بكر رضي الله عنه يتجر في البز، وأبو عبيدة بن الجراح يحفر القبور، وأبو طلحة5 أيضًا، وابن سيرين يغسل الموتى6. وما كان عند القوم إقامة ناموس.
1305- وأصحابنا يلزمون الصمت بين الناس والتخشع والتماوت، وهذا هو

1رواه البخاري "1295"، ومسلم "1628" عن سعد رضي الله عنه.
[2] توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير، رواه البخاري "2916".
[3] زيد بن سهل الأنصاري الخزرجي النجاري، أحد أعيان البدريين، وأحد النقباء، توفي بالمدينة سنة "34هـ" وامتهانه هو وأبي عبيدة حفر القبور كان علي سبيل التطوع.
[4] عمله هذا كان تطوعًا، وأما عمله الأصلي فهو الاتجار بالطعام والزيت.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 397
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست