اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 389
الصوري[1]، قال: كان بصورٍ تاجر في غرفةٍ له، يأخذ كل ليلة من البقال رغيفين وجوزة، فيدخل إلى غرفته وقت المغرب، فيضرم النار في الجوزة، فتضيء بمقدار ما ينزع ثوبه، وفي زمان إحراق القشر تكون قد استوت[2]، فيمسح بها الرغيفين ويأكلهما، فبقي على هذا مدة، فمات، فأخذ منه ملك صور ثلاثين ألفًا!!
1279- ورأيت أنا رجلًا من كبار العلماء قد مرض، فاستلقى عند بعض أصدقائه، ليس له من يخدمه، ولا "من"[3] يرافقه، وهو مضر[4]، فلما مات، وجدوا بين كتبه خمسمائة دينار!!
1280- وحدثني أبو الحسن الراندسي، قال: مرض رجل عندنا، فبعث إلى، فحضرت، فقال: قد ختم القاضي على مالي، فقلت: إن شئت قمت وفتحت الختم، وأعطيتك الثلث تفرقه، وتعمل به ما تشاء، فقال: لا والله، ما أريد أن أفرقه، بل أريد مالي يكون عندي فقلت: ما يعطونك، بل[5] أنا آخذ لك الثلث كي تكون حرًّا فيه، فقال: لا أريده، فمات، وأخذ ماله!!
1281- قال: وجاء رجل، فحدثني بعجيبة، قال: مرضت حماتي، فقالت لي: أريد أن تشتري لي خبيصًا[6]، فاشتريت لها، وكانت ملقاة في صفة[7]، ونحن في صفة أخرى، فجاءني ولدي الصغير، وقال: يا سيدي! إنها تبلع الذهب!! فقمت، وإذا بها تجعل الدينار في شيء من الخبيص فتبلعه! فأمسكت يدها، وزجرتها عن هذا، فقالت: أنا أخاف أن تتزوج على ابنتي، فقلت: ما أفعل، فقالت: احلف لي! فحلفت، فاعطتني باقي الذهب، ثم ماتت، فدفنتها، فلما كان بعد أشهر، مات لنا طفل، فحملناه إليها، وأخذت معي خرقة خام، وقلت للحفار: اجمع لي عظام [1] عبد المحسن بن محمد بن أحمد الصوري، أبو محمد، شاعر الشام، توفي سنة "419هـ" وله ثمانون سنة. [2] نضجت. [3] زيادة من المحقق. [4] مضر: ضرير أي أعمي. [5] في الأصل: بلى، وهو تصحيف. [6] الخبيص: طعام يصنع من تمر وسمن. [7] صفة: موضع في الدار تكون مظللة تحجب أشعة الشمس، ويسمّى في الشام: المصطبة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 389