responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 384
العدة، وتحقيق التوبة، قبل أن يهجم عليه ما لا يؤمن هجومه، وليحذر من لص الكسل؛ فإنه محتال على سرقة الزمان.

281- فصل: السعيد من اهتم لحفظ دينه وقنع من الدنيا باليسير
1258- تأملت خصومات الملوك، وحرص التجار، ونفاق المتزهدين: فوجدت جمهور ذلك على لذات الحس، وإذا تفكر العاقل في ذلك، علم أن أمر الحسيات قريب، يندفع بأقل شيء، وأن الغاية منه لا يمكن نيلها، وإن بالغ عاد بالأذى على نفسه أضعاف ما ناله من اللذة، كمن يأكل كثيرًا أو ينكح كثيرًا، فالسعيد من اهتم لحفظ دينه، وأخذ من ذلك بمقدار الحاجة.
1259- وا عجبًا! هذا الملبوس: إذا كان وسطًا، خدم، وإذا كان مرتفعًا؛ خدم؛ فإن نظر اللابس إليه معجبًا به، فإن الله لا ينظر إليه حينئذ، وفي "الصحيح": "بينما رجل يتبختر في بردته، خسف به".
1260- والمشروب: إن كان حرامًا، فعقابه أضعاف لذته، وهتكه العرض بين الناس عقاب آخر، وإن كان مباحًا، فالشره فيه يؤذي البدن.
1261- وأما المنكوح، فمداراة المستحسن يؤذي فوق كل أذى، ومقاساة المستقبح أشد أذى، فعليك بالتوسط.
1262- وتفكر في أحوال السلاطين، كم قتلوا ظلمًا؟ وكم ارتكبوا حرامًا؟ وما نالوا إلا يسيرًا من لذات الحس، فانقشع غيم العمر عن حسرات الفضائل وحصول العقاب.
1263- فليس في الدنيا أطيب عيشًا من منفرد عن العالم بالعلم، فهو أنيسه وجليسه، قد قنع بما سلم به دينه من المباحات الحاصلة، لا عن تكلف، ولا تضييع دين، وارتدى بالعز عن الذل للدنيا وأهلها، والتحف بالقناعة باليسير، إذا لم يقدر على الكثير، فوجدته يسلم دينه ودنياه.

اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 384
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست