responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 378
علم أنه مقبرة، يغنيه الاعتبار بما فيها عن غيرها؛ خصوصًا من قد أوغل في السن، فإن شهوته ضعفت، وقواه قلت، والحواس كلت، والنشاط فتر، والشعر ابيض؛ فليعتبر بما فقد، وليستغن عن ذكر من فقد، فقد استغنى بما عنده عن التطلع إلى غيره.

273- فصل: متى تكامل العقل فُقِدت لذة الدنيا
1235- متى تكامل العقل؛ فقدت لذة الدنيا، فتصاءل الجسم، وقوي السقم، واشتد الحزن؛ لأن العقل كلما تلمح العواقب، أعرض عن الدنيا، والتفت إلى ما تلمح، ولا لذة عنده بشيءٍ من العاجل، وإنما يلتذ أهل الغفلة عن الآخرة، ولا غفلة لكامل العقل، ولهذا لا يقدر على مخالطة الخلق؛ لأنهم كأنهم من غير جنسه، كما قال الشاعر
ما في الديار أخو وجدٍ نطارحه ... حديث نجدٍ ولا خل نجاريْهِ1

1 سبق في الفصل "162" وفيه: "ما في الصحاب" بدل قوله: "ما في الديار" وهو قريب.
274- فصل: من قدح في البعث قدح في الحكمة
1236- ادعى الطبائعيون[1] أن مادة الموجودات الماء والتراب والنار والهواء؛ فإذا كان في القيامة، أذهب الأصول، ثم أعاد الحيوان[2]، ليعلم أنها كانت بالقدرة، لا عن تأثير الكليات! [أَقُوْلُ] : ومن قدح في البعث؛ فقد[3] بالغ في القدح في الحكمة.
1237- ومن قال: الروح عرض؟ فقد جحد البعث؛ لأن العرض لا يبقى، والأجساد تصير ترابًا؛ فإن وجد شيء، فهو ابتداء خلق.
كلا والله، "بل" يعيد النفس بعينها "روحًا وجسدًا"، بدليل إعادة مذكوراتها: {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصافات: 51] .

[1] الفلاسفة.
[2] الحيوان: الحياة.
[3] في الأصل: قد.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست