responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 371
1217- ثم ينقسم هؤلاء، فمنهم من تفقه على قدم الزهد والتعبد، ومنهم من تفقه على العلم واتباع السنة.
ويندر منهم من يجمع [الله] له الكل، ويرقيه إلى مزاحمة الكاملين.
1218- وعلامة إثبات الكمال في العلم والعمل الإقبال بالكلية على معاملة الحلق ومحبته، واستيعاب الفضائل كلها، [وسناء الهمة في نشدان الكمال الممكن] ، فلو تصورت النبوة أن تكتسب، لدخلت في كسبه.
ومراتب هذا لا يحتملها الوصف، لكونه درة الوجود، التي لا تكاد تنعقد في الصدف إلا في كل ودود، نسأل الله -عز وجل- توفيقنا لمراضيه وقربه، ونعوذ به من طرده وإبعاده.

267- فصل: يبذلون العرض دون الغرض
1219- أكثر الخلائق على طبع رديء، لا تقومه الرياضة، لا يدرون لم خلقوا؟! ولا ما المراد منهم؟! وغاية همتهم حصول بغيتهم من أغراضهم! ولا يسألون عند نيلها ما اجتلبت لهم من ذم! يبذلون العرض دون الغرض، ويؤثرون لذة ساعة، وإن اجتلبت زمان مرض! يلبسون عند التجارات ثياب محتال في شعار ويلبسون عند التجارات ثياب محتال في شعار مختال، ويلبسون في المعاملات ويسترون الحال! إن كسبوا، فشبهة، وإن أكلوا، أصبحوا، سعوا في تحصيل شهواتهم، بحرص خنزير، وتبصبص[1] كلب، وافتراس أسد، وغارة ذئب، وروغان[2] ثعلب! ويتأسفون عند الموت على فقد الهوى لا على عدم التقوى! {ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} [النجم: 30] !!
كيف يفلح من يؤثر ما يراه بعينه على ما يبصره بعقله، وما يدركه ببصره أعز عنده مما يراه ببصيرته؟!
تالله، لو فتحو أسماعهم، لسمعوا هاتف الرحيل في زمان الإقامة يصيح في

[1] بصبص الكلب: هزّ ذنبه تملقًا.
[2] احتياله وخداعه.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 371
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست