اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 352
249- فصل: الخلاص من المحن بالتوبة والدعاء
1155- إذا وقعت في محنة يصعب الخلاص منها؛ فليس لك إلا الدعاء، واللجأ إلى الله، بعد أن تقدم التوبة من الذنوب، فإن الزلل يوجب العقوبة، فإذا زال الزلل بالتوبة من الذنوب، ارتفع السبب.
1156- فإذا تبت ودعوت، ولم تر للإجابة أثرًا، فتفقد أمرك، فربما كانت التوبة ما صحت، فصححها، ثم ادع، ولا تمل من الدعاء، فربما كانت المصلحة في تأخير الإجابة، وربما لم تكن المصلحة في الإجابة، فأنت تثاب، وتجاب إلى منافعك، ومن منافعك ألا تعطى ما طلبت، بل تعوض غيره.
1157- فإذا جاء إبليس، فقال: كم تدعوه ولا ترى إجابة! فقل: أنا أتعبد بالدعاء، وأنا موقن أن الجواب حاصل، غير أنه ربما كان تأخيره لبعض المصالح على مناسب، ولو لم يحصل، حصل التعبد والذل.
1158- فإياك أن تسأل شيئًا إلا وتقرنه بسؤال الخيرة، فرب مطلوب من الدنيا كان حصوله سببًا للهلاك، وإذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا لجليسك، ليبين لك في بعض الآراء ما يعجز رأيك، وترى أن ما وقع لك لا يصلح، فكيف لا تسأل الخير ربك، وهو أعلم بالمصالح؟! والاستخارة من حسن المشاورة.
250- فصل: العلماء وأقسامهم والجهال وأقسامهم
1159- نظرت إلى الناس، فرأيتهم ينقسمون بين عالم وجاهل: فأما الجهال، فانقسموا:
فمنهم سلطان قد ربي في الجهل، ولبس الحرير، وشرب الخمور، وظلم الناس، وله عمال على مثل حاله، فهؤلاء بمعزل عن الخير بالجملة.
ومنهم تجار، همتهم الاكتساب، وجمع الأموال، وأكثرهم لا يؤدي الزكاة، ولا يتحاشى من الربا، فهؤلاء في صور الناس[1]. [1] أي: لا يملكون من الإنسانية إلا الشكل.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 352