responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 350
1148- وإن وقعت المخالطة للمتزهدين، فأكثرهم على غير الجادة، وعلى خلاف العلم، قد جعلوا لأنفهسم نواميس، فلا يتنسمون[1]، ولا يخرجون إلى سوق، ويظهرون التخشع الزائد، وكله نفاق، وفيهم من يلبس الصوف تحت ثيابه، وربما لوح بكمه ليرى!
1149- وقد حكي عن طاهر بن الحسين: أنه قال لبعض المتزهدين: مذ كم قدمت العراق؟ قال: دخلتها منذ عشرين سنةً، وأنا منذ ثلاثين سنةً صائم! قال: سألناك مسألة، فأجبت عن اثنتين.
1150- وبنت[2] الصوفية أربطة[3]، فهي خوارج على المساجد، وهي دكاكين كريهة، يقعد فيها الكسالى عن الكسب مع القدرة عليه، ويتعرضون بالقعود للصدقات، ولأحوال الظلمة، وقد أراحوا أنفسهم من إعادة العلم، وأكثرهم لا يصلي نافلة، ولا يقوم الليل؛ بل همهم[4] المأكول والمشروب والرقص.
وقد اتخذوا سننًا تخالف الشريعة، فهم يلبسون المرقع، لا من فقر، وهذا قبيح؛ لأنه ليس عندهم من أمارات[5] الزهد سوى الملبس الدون، فثيابهم تصيح: نحن زهاد! وباقي أفعالهم المستورة تفضحهم إذا اطلع عليها!! فالمطبخ دائر، والحمام، والحلوى كثيرة، والطيب والدعة والكبر حاصل بذلك الزي!
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمالك بن نضلة[6] وقد رآه أشعث الهيئة: "أما لك مال؟ ".
قال: بلى، من كل المال آتاني الله عز وجل، قال: "فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة، أحب أن يرى عليه"[7].
ومن أخلاقهم تنفير الناس عن العلم، ويزعمون ألا حاجة إلى الوسائط، وإنما هو قلب ورب!

[1] يتنسمون: يخرجون للتنزه والتفريج عن النفس.
[2] في الأصل: بيوت، وهو تصحيف.
[3] جمع رباط.
[4] في الأصل: يهمهم.
[5] أمارات: علامات.
[6] مالك بن عويف بن نضلة الجشمي، صحابي قليل الحديث.
[7] رواه أبو داود "2006"، والترمذي "2006"، والنسائي "5239"، وأحمد "3/ 476".
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست