اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 345
1125- وليحذر من كل أمر يحتمل، ورب كلمة نقلها صديق إلى صديق، فتحدث بها من لا يقصد أذًى للقائل، فبلغت، فتأذى. ورب مظهر للمحبة مبالغ حتى يستمكن من مراده.
فالحذر الحذر من الطمانينة إلى أحد، خصوصًا من عدو آذيته، أو قتلت له قريبًا، فربما أظهر الجميل شبكة لاصطيادك، كحديث الزباء[1]. [1] تقدمت الإشارة إليه في الفصل "185".
243- فصل: الحرص والأمل
1126- رأيت النفس بعد علو السن يقوى أملها، ويزداد حرصها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يشيب ابن آدم، وتشب منه خصلتان: الحرص والأمل" [1].
ورأيت أكثر أسباب ذلك فراغ اليد من الدنيا، وكثرة العائلة، وقوة الحاجة، فيحتاج الإنسان إلى التعرض بما يشين العرض، ليحصل الغرض! فقلت: إلهي! أبعد رؤية جبال عرفة أضل؟! أبعد مشارفة الحرم تأخذني أعراب البادية؟!
وا أسفًا! أيطلع فجر النحر وما وصلت إلى عرفات؟! ويا ضياع سفر العمر وما حصل المقصود!
قد كنت أرجوك لنيل المنى ... واليوم لا أطلب إلا الرضا
ثم قلت: يا نفس! ما لك ملجأ إلا اللجأ، واستغاثة الغريق؛ فإن رحمت؛ وإلا فكم من حسرة تحت التراب! [1] صح بلفط: "يهرم ابن آدم وتشب معه خصلتان: الحرص على المال، والحرص على العمر" رواه البخاري "6421"، ومسلم "1047"، عن أنس رضي الله عنه.
244- فصل: كبير السن ينكح الصغيرة
1127- شكا لي بعض الأشياخ، فقال: قد علت سني، وضعفت قوتي، ونفسي تطلب مني شراء الجواري الصغار، ومعلوم أنهن يردن النكاح، وليس في،
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 345