اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 335
إنما العشق كذا ... إنْ نُكِحَ الحُبُّ فَسَدْ
فإن قدر أن يشغلها بحمل أو ولدٍ، عرقلها به، فاستبقى قوته في مدة اشتغالها بذلك.
فإن وطئ، فليصر عن الإنزال حفظًا لقوته، وقضاءً لحقها.
1086- وقد قيل لبشر: لم لم تتزوج؟ فقال: على ماذا أغر مسلمة، وقد قال الله عز وجل: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 228] .
1087- والمسكين من دخل في أمر لم يتلمح عواقبه قبل الدخول، ورأى حبة الفخ، فبادر طالبًا لها، ناسيًا تعرقل الجناح والذبح.
1088- ومجموع ما قد بسطته: حفظ البصر عن الإطلاق، ويأس النفس عن التحصيل قنوعًا بالحاصل، خصوصًا من قد علت سنه، وعلم أن الصبية عدو له، متمنية هلاكه، وهو يربيها لغيره. وفي بعض ما ذكرته ما يردع العاقل عن التعرض لهذه الآفات نسأل الله عز وجل توفيقًا من فضله، وعملًا بمقتضى العقل والشرع، إنه مجيب قريب.
236- فصل: ليس للأمل منتهى ولا للاغترار حدّ
1089- أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة، وتأميله الإصلاح فيما بعد!
وليس لهذا الأمل منتهى، ولا للاغترار [حد] ، فكلما أصبح وأمسى معافى، زاد الاغترار، وطال الأمل.
1090- وأي موعظة أبلغ من أن ترى ديار الأقران، وأحوال الإخوان، وقبور المحبوبين، فتعلم أنك بعد أيام مثلهم، ثم لا يقع انتباه حتى ينتبه الغير بك؟! وهذا والله شأن الحمقى! حوشي من له عقل أن يسلك هذا المسلك.
1091- بلى والله، إن العاقل ليبادر السلامة، فيدخر من زمنها للزمن، ويتزود عند القدرة على الزاد لوقت العسرة، خصوصًا لمن قد علم أن مراتب الآخرة إنما تعلو بمقدار علو العمل لها، وأن التدارك بعد الفوت لا يمكن. وقدر أن العاصي عفي عنه، أينال مراتب العمال؟!
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 335