responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 330
1070- ومما يقطع هذا الاحتجاج أن يقال لهذا القائل: إن الله سبحانه لم يكلفك شيئًا إلا وعندك أدوات ذلك الفعل، ولك قدرة عليه؛ فإن كانت القدرة عليه معدومة، والأدوات غير محصلة، فلا أمر، ولا تكليف.
وإن كنت تسعى بتلك الأدوات في تحصيل غرضك وهواك، فاسع بها في إقامة مفروضك.
1071- مثال ذلك: أنك تسافر في طلب الربح، وتسأل الحج، فلا تفعل! ويقل عليك الانتباه بالليل، فلو أردت الخروج إلى العيد، انتبهت سحرًا! وتقف في بعض أغراضك مع صديق تحادثه ساعات، فإذا وقفت في الصلاة، استعجلت، وثقل عليك!
1072- فإياك إياك أن تتعلق بأمر لا حجة لك فيه! ثم من نصيبك ينقص، ومن حظك يضيع؛ فإنما تحرك لك، وإنما تحرض لنفعك، فبادر، فإنك مبادر بك! ومما يزيل كسلك -إن تأملته- أن تتخايل ثواب المجتهدين، وقد فاتك! ويكفي ذلك في توبيخ المقصر إن كانت له نفس، فأما الميت الهمة، فـ:
.......................... ... ما لجرح بميت إيلام1
1073- كيف بك إذا قمت من قبرك، وقد قربت نجائب[2] النجاة لأقوام وتعثرت، وأسرعت أقدام الصالحين على الصراط وتخبطت؟! هيهات! ذهبت حلاوة البطالة، وبقيت مرارة الأسف، ونضب ماء كأس الكسل، وبقي رسول الندامة! وما قدر البقاء في الدنيا بالإضافة إلى دوام الآخرة؟! ثم ما قدر عمرك في الدنيا، ونصفه نوم، وباقيه غفلة؟
1074- فيا خاطبًا حور الجنة، وهو لا يملك فلسًا من عزيمةٍ! افتح عين الفكر في ضوء العبر، لعلك تبصر مواقع خطابك! فإن رأيت تثبيطًا من الباطن، فاستغث بعون اللطف، وتنبه في الأسحار، لعلك تتلمح ركب الأرباح! وتعلق على

1 عجز بيت للمتنبي، وصدره: "من يهن يسهل الهوان عليه"، ديوانه ص "149".
[2] النجائب: كرام الإبل.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 330
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست