اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 30
24- وقد يهان الشيخ في كبره حتى ترحمه القلوب، ولا يدري أن ذلك لإهماله حق الله تعالى في شبابه! فمتى رأيت معاقبًا؛ فاعلم أنه لذنوبٍ.
11- فصل: الحسد منشؤه حب الدنيا.
25- تأملت التحاسد بين العلماء، فرأيت منشأه من حب الدنيا، فإن علماء الآخرة يتوادون، ولا يتحاسدون: كما قال عَزَّ وَجَلَّ: {وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا} "الحشر:9"، وقال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا} "الحشر:10".
وقد كان أبو الدرداء[1] يدعو كل ليلة لجماعة من إخوانه.
وقال الإمام أحمد بن حنبل لولد الشافعي: أبوك من الستة الذين أدعو لهم كل ليلة وقت السحر.
26- والأمر الفارق بين الفئتين: أن علماء الدنيا ينظرون إلى الرئاسة فيها، ويحبون كثرة الجمع والثناء، وعلماء الآخرة بمعزل من إيثار ذلك، وقد كان يتخوفونه، ويرحمون من بلي به.
وكان النَّخَعَيُّ[2] لا يستند إلى سارية.
وقال علقمة[3]: أكره أن يوطأ عقبي، ويقال: علقمة. وكان بعضهم إذا جلس إليه أكثر من أربعة، قام عنهم. وكانوا يتدافعون الفتوى[4]، ويحبون الخمول[5].
27 مثل القوم كمثل راكب البحر، وقد خبَّ[6]، فعنده شغل إلى أن يوقن [1] عويمر بن مالك بن قيس الأنصاري الخزرجي، صحابي من الحكماء الفرسان القضاة العباد توفي بدمشق سنة "32هـ". [2] إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران "46-96هـ"، من مذحج من أكابر التابعين صلاحًا وصدق رواية وحفظًا للحديث، من أهل الكوفة، مات متخفيًّا من الحجاج. [3] علقمة بن قيس النخعي الكوفي، أبو شبل، عداده في المخضرمين، ولازم عبد الله بن مسعود، شهد صفين وغزا خراسان، توفي سنة "62هـ". [4] أي: يحيل كل واحد منهم الفتوى إلى من يرى أنه أعلم منه. [5] الخمول: التواضع والبعد عن الشهرة. [6] خب البحر: هاج وماج.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 30