responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 298
فالعاقل من أخذ بالحزم في تصوير ما يجوز وقوعه، وعمل بمقتضى ذلك؛ فإن امتد الأجل، لم يضره، وإن وقع المخوف، كان محترزًا.
957- ومما يتعلق بالدنيا: أن يميل مع السلطان، ويسيء إلى بعض حواشيه، ثقة بقربه منه، فربما تغير ذلك السلطان، فارتفع عدوه، فانتقم منه. وقد يعادي بعض الأصدقاء، ولا يبالي به؛ لأنه دونه في الحالة الحاضرة، فربما صعدت مرتبة ذلك، فاستوفى ما أسلفه إليه من القبيح وزاد.
فالعاقل من نظر فيما يجوز وقوعه، ولم يعاد أحدًا: فإن كان بينهما ما يوجب المعاداة، كتم ذلك، فإن صح له أن يثب على عدوه، فينتقم منه انتقامًا يبيحه الشرع؛ جاز؛ على أن العفو أصلح في باب العيش.
ولهذا ينبغي أن يخدم البطال، فإنه ربما عمل، فعرف ذلك لمن خدم، وقس على أنموذج ما ذكرته من جميع الأحوال.

207- فصل: بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل مرتبته في الآخرة
958- بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل مرتبته في الآخرة. وقد صرح بهذا ابن عمر رضي الله عنهما، فقال: والله، لا ينال أحد من الدنيا شيئًا، إلا نقص من درجاته عند الله، وإن كان عنده كريمًا.
959- فالسعيد من اقتنع بالبلغة[1]، فإن الزمان أشرف من أن يضيع في طلب الدنيا، اللهم إلا أن يكون متورعًا في كسبه، معينًا لنفسه عن الطمع، قاصدًا إعانة أهل الخير، والصدقة على المحتاجين، فكسب هذا أصلح من بطالته.
فأما الصعود الذي سببه مخالطة السلاطين، فبعيد أن يسلم معه الدين، فإن وقعت سلامته ظاهرًا، فالعاقبة خطرة.
960- قال أبو محمد التميمي: ما غبطت أحدًا، إلا الشريف أبا جعفر يوم

[1] البلغة: ما يسد الحاجة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست