responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 297
206- فصل: كامل العقل من يتلمَّح العواقب.
956- كل من لا يتلمح العواقب، ولا يستعد لما يجوز وقوعه؛ فليس بكامل العقل!
واعتبر هذا في جميع الأحوال! مثل أن يغتر بشبابه، ويدوم على المعاصي، ويسوف بالتوبة، فربما أخذ بغتة، ولم يبلغ بعض ما أمل. وكذلك إذا سوف بالعمل، أو بحفظ العلم، فإن الزمان ينقضي بالتسويف، ويفوت المقصود. وربما عزم على فعل خير، أو وقف شيء من ماله، فسوف، فبغت[2].

[2] انظر: كتاب "الحيل النفسية" للأستاذ نهاد درويش، ط. دار الفتح بدمشق.
951- واعتبر هذا بأبي مسلم الخراساني، فإنه غض من قدر المنصور[1] قبل ولايته، فحمل ذلك في نفسه، فقتله. ومن نظر في التواريخ، رأى جماعة قد جرى لهم مثل هذا.
952- ولا ينبغي لمن أساء إلى ذي سلطان أن يقع في يده، فإنه إذا رام التخلص، لم يقدر، فيبقى ندمه على ترك احترازه، وحسرته على مساكنة الضمان للسلامة أشد عليه من كل ما يلقى به من الهوان والأذى.
953- ومن هذا الجنس الأصدقاء المتماثلون؛ فإنك متى آذيت شخصًا، وبلغ إلى قلبه أذاك، فلا تثق بمودته، فإن أذاك نصب عينه، فإن لم يحتل عليك، لم يصف لك.
954- ولا تخالط إلا من أنعمت عليه فحسب، فهو لم ير منك إلا خيرًا، فيكون في نفسه. وكذلك الولد والزوجة والمعاملون.
955- ويلحق بهذا أن أقول: لا ينبغي أن تعادي أحدًا ولا تتكلم في حقه، فربما صارت له دولة فاشتفى، وربما احتيج إليه فلم يقدر عليه. فالعاقل يصور في نفسه كل ممكن، ويستر ما في قلبه من البغض والود، ويداري مع الغيظ والحقد. هذه مشاورة العقل إن قبلت.

[1] أبو جعفر، عبد الله بن محمد الهاشمي، الخليفة العباسي الثاني، وفحل بني العباس شجاعةً وهيبةً ودهاءً ورأيًا وحزمًا "95-158هـ".
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست