اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 294
لهم، مع إهمال جانب الحق عز وجل، وكذلك المعاملة بالربا الصريح، خصوصًا من الغني الكثير المال.
937- ومن أقبح الأشياء أن يطول المرض بالشيخ الكبير، ولا يتوب من ذنب، ولا يعتذر من زلة، ولا يقضي دينًا، ولا يوصي بإخراج حق عليه!
938- ومن قبائح الذنوب أن يتوب السارق أو الظالم ولا يرد المظالم. والمفرط في الزكاة، أو في الصلاة، ولا يقضي.
939- ومن أقبحها أن يحنث في يمين طلاقه، ثم يقيم مع المرأة!
وقس على ما ذكرته، فالمعاصي كثيرة، وأقبحها لا يخفى، وهذه المستقبحات -فضلًا عن القبائح- تشبه العناد للآمر، فيستحق صاحبها اللعن، ودوام العقوبة.
940- وإني لأرى شرب الخمر من ذلك الجنس؛ لأنها ليست مشتهاة لذاتها، ولا لريحها، ولا لطعمها -فيما يذكر-، إنما لذتها -فيما يقال- بعد تجرع مرارتها، فالإقدام على ما لا يدعو إليه الطبع -إلى أن يصل التناول إلى اللذة- معاندة. نسأل الله عز وجل إيمانًا يحتجز بيننا وبين مخالفته، وتوفيقًا لما يرضيه؛ فإنما نحن به وله.
203- فصل: التحذير من الإعجاب بالنفس
941- اعتبرت على أكثر العلماء والزهاد أنهم يبطنون الكبر، فهذا ينظر في موضعه، وارتفاع غيره عليه، وهذا لا يعود مريضًا فقيرًا، يرى نفسه خيرًا منه. حتى إني رأيت جماعة يومأ[1] إليهم: منهم من يقول: لا أدفن إلا في دكة أحمد بن حنبل[2]! ويعلم أن في ذلك كسر عظام الموتى، ثم يرى نفسه أهلًا لذلك التصدر.
ومنهم من يقول: ادفنوني إلى جانب مسجدي! ظنًّا منه أنه يصير بعد موته مزارًا، كمعروف الكرخي.
وهذه خلة مهلكة! ولا يعلمون!! قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ظن أنه خير من غيره، [1] يومأ: يشار. [2] دكة أحمد بن حنبل: المكان الذي فيه قبر الإمام.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 294