responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 279
الإنسان يريد أن ينظر ما لا يقوى عليه بصره، فربما تحير، فخرج إلى الحجب.
لأنا إذا نظرنا في ذات الخالق، حار العقل، وبهت الحس؛ لأنه لا يعرف شيئًا لا بداية له! [و] لا يعلم إلا الجسم والجوهر والعرض، فإثبات ما يخرج عن ذاك لا يفهمه.
وإن نظرنا في أفعاله، رأيناه يحكم البناء ثم ينقضه! ولا نطلع على تلك الحكمة، فالأولى للعاقل أن يكف التطلع إلى ما لا يطيق النظر إليه.
ومتى قام العقل، فنظر في دليل وجود الخالق بمصنوعاته، وأجاز بعثة نبي، واستدل بمعجزاته، كفاه ذلك أن يتعرض لما قد أغني عنه.
وإذا قال: القرآن كلام الله تعالى، بدليل قوته: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة: 6] ، كفاه.
885- وأما من تحذلق فقال: التلاوة هي المتلو أو غير المتلو، والقراءة هي المقروء أو غير المقروء، فيضيع الزمان في غير تحصيل، والمقصود العمل بما فهم.
886- وقد حكي أن ملكًا كتب إلى عماله في البلدان: إني قادم عليكم، فاعملوا كذا وكذا! ففعلوا، إلا واحدًا منهم، فإنه قعد يتفكر في الكتاب، فيقول: أترى كتبه بمداد أو بحبر؟! أترى كتبه قائمًا أو قاعدًا؟! فما زال يتفكر حتى قدم الملك، ولم يعمل مما أمره به شيئًا! فأحسن جوائز الكل، وقتل هذا.

191- فصل: لذة العاقل ولذة الجاهل.
887 لقد غفل طلاب الدنيا عن اللذة فيها، وما اللذة فيها، [إلا] شرف العلم، وزهرة العفة، وأنفة الحمية، وعز القناعة، وحلاوة الإفضال على الخلق.
888- فأما الالتذاذ بالمطعم والمنكح، فشغل جاهل باللذة؛ لأن ذاك لا يراد لنسفه، بل لإقامة العوض في البدن والولد.
وأي لذة في النكاح، وهي قبل المباشرة لا تحصل، وفي حال المباشرة قلق لا يثبت، وعند انقضائها كأن لم تكن، ثم تثمر الضعف في البدن؟!

اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 279
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست