responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 271
فلم تنجب! فقال: يا أبا إسحاق! مقاساة ما مر بي طول هذه المدة أهون علي من هذا الجواب.
849- أما الصور، فإنه متى صحت البنية، ولم يكن فيها عيب، فالغالب صحة الباطن، وحسن الخلق، ومتى كان فيها عيب، فالعيب في الباطن أيضًا، فاحذر من به عاهة، كالأقرع والأعمى وغير ذلك، فإن بواطنهم في الغالب ردية.
850- ثم مع معرفة أصول المخالط، وكمال صورته، لابد من التجربة قبل المخالطة، واستعمال الحذر لازم، وإن كان كما ينبغي.

185- فصل: تحصيل المرادات لايتم إلا بالاحتيال
851- ينبغي أن يكون شغل العاقل النظر في العواقب، والتحرز، مما يمكن أن يكون.
ومن الغلط النظر في الحالة الحاضرة، الموافقة لمعاشه، ولصحة بدنه، وربما لا يجري له مصحوبه[1]، فينبغي أن يعمل على انقطاع ذلك، فيكون مستعدًا لتغير الأحوال.
وكذلك النظر في لذة تفنى، وتبقى تبعتها وعارها، وإيثار الكسل والدعة، لما يجيء بعدهما من بقاء الجهل.
852- وكذلك تحصيل المرادات التي لا تحصل إلا بالتلطف في الاحتيال، خصوصًا إذا أريد من ذكي، فإنه يفطن بأقل تلويح. فمن أراد غلبة الذكي، دقق النظر، وتلطف في الاحتيال.
853- وقد ذكر في كتب الحيل ما يشحذ الخواطر، وأتينا بجملة منه في كتاب الأذكياء. مثل ما روي أن رجلًا من الأشراف كان لا يقوم لأحد، ولا يخشى أحدًا؛ فجاز عليه بعض الوزراء [وحيَّا] ، فلم يرد ولم يقم. فقال ذاك الوزير

[1] مصحوبة: ما هو فيه من النعمة.
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي    الجزء : 1  صفحة : 271
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست