اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 258
وأخرج الفقراء ما في بيوتهم، فرموه في سوق الهوان، وبان ذل نفوس كانت عزيزة.
فقلت: يا نفس! خذي من هذه الحال إشارة: ليغبطن من له عمل صالح وقت الحاجة إليه، وليفرحن من له جواب عند إقبال المسألة، وكل الويل على المفرط الذي لا ينظر في عاقبته! فتنبهي، فقد نبهت ناسًا في الدنيا على أمر الآخرة! وبادري موسم الزرع ما دامت الروح في البدن، فالزمان كله تشرين[1]، قبل أن يدخل نيسان الحصاد وما لك زرع، وحاجة المفتقرين إلى أموالهم تمنعهم من الإيثار. [1] تشرين: موسم الزرع.
174- فصل: المؤمن بين الخوف والرجاء
805- تأملت حالةً أزعجتني، وهو أن الرجل قد يفعل مع امرأته كل جميل، وهي لا تحبه، وكذا يفعل مع صديقه، والصديق يبغضه، وقد يتقرب إلى السلطان بكل ما يقدر عليه، والسلطان لا يؤثره، فيبقى متحيرًا يقول: ما حيلتي؟! فخفت أن تكون هذه حالتي مع الخالق سبحانه، أتقرب إليه، وهو لا يريدني، وربما يكون قد كتبني شقيًّا في الأزل. ومن هذا خاف الحسن، فقال: أخاف أن يكون أطلع على بعض ذنوبي، فقال: لا غفرت لك.
فليس إلا القلق والخوف، لعل سفينة الرجاء تسلم -يوم دخولها الشاطئ- من جرف2. [1] الجرف: الساحل الصخري.
175- فصل: عدد أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
806- جرى بيني وبين أحد أصحاب الحديث كلام في قول الإمام أحمد: "صح من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع مائة ألف حديث". فقلت له: إنما يعني به الطرق. فقال: لا، بل المتون! فقلت: هذا بعيد التصور.
807- ثم رأيت لأبي عبد الله الحاكم[1] كلامًا ينصر ما قال ذلك الشخص، [1] محمد بن عبد الله النيسابوري الشهير بابن البيع: إمام، حافظ، مصنف، توفي سنة "405هـ".
اسم الکتاب : صيد الخاطر المؤلف : ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 258